عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2021
  #14
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كتاب حقائق عن التصوف

التحذير من ترك الذكر



لقد حذر الله تعالى عباده من ترك ذكره في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، كما حذر العارفون بالله من المربين المرشدين مريديهم من ترك الذكر كذلك.



أما في كتاب الله الكريم:



فقد قال تعالى: {ومَنْ يَعْشُ عن ذكر الرحمن نُقَيّضْ له شيطاناً فهو له قرين . وإنَّهم لَيَصُدُّونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون} [الزخرف: 36 -37].

وقال تعالى: {واذكر ربَّك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغُدُوِّ والآصالِ ولا تكُنْ مِنَ الغافلين} [الأعراف: 205].

وقال في ذم المنافقين: {ولا يذكرونَ اللهَ إلا قليلاً} [النساء: 142].



وأما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:



- فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما منْ قوم يقومون من مجلس لا يذكرون فيه الله إلا قاموا عن مثلِ جيفة حمار، وكان عليهم حسرةً يوم القيامة” [أخرجه أبو داود والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم. كما في “الترغيب والترهيب” ج2/ص410].

- وعن عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كان عليه من الله تِرةً، ومن اضطجع مضطجعاً لا يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة، وما مشى أحدٌ ممشى لا يذكر الله فيه إلا كان عليه من الله ترة” [رواه أبو داود في سننه، والإمام أحمد وابن أبي الدنيا والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود. والترة: النقص والتبعة والحسرة والندامة].

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يُصلُّوا على نبيهم، إلا كان عليهم تِرةً فإن شاء عذَّبهم، وإن شاء غفر لهم” [رواه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حديث حسن، وأبو داود في سننه].

- وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله فيها” [أخرجه الطبراني ورواه البيهقي بأسانيد أحدها جيد].



وأما ما ورد من أقوال العارفين:

فقد قال سهل: (ما أعلم معصية أقبح من ترك ذكر هذا الرب).

وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: (من علامة النفاق ثقل الذكر على اللسان، فتب إلى الله تعالى يخفُّ الذكر على لسانك) [“روضة الناظرين” ص44].

كأنه اقتبس ذلك من وصف الله تعالى للمنافقين: {إنَّ المنافقين يُخادعون اللهَ وهو خادعُهُم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يُراؤونَ الناسَ ولا يذكرونَ اللهَ إلا قليلاً} [النساء: 142].

وقيل: (لكل شيء عقوبة، وعقوبة العارف انقطاعه عن الذكر).

فعلى العاقل أن ينتبه من غفلته، وأن يسعى جاداً في إيقاظ قلبه بذكر ربه، متصفاً بصفة المؤمنين الذاكرين الله كثيراً، بعيداً عن صفة المنافقين الذي لا يذكرون الله إلا قليلاً.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس