قال الاديب الشاعر اسماعيل الخلف في العشارة قصائد جميلة جدا" أذكر منها :
العودة إلى العشارة
أعودُ إليكِ ، تضجُّ الثغورُ : حبيبُكِ جاءْ
فأشخصُ نحوكِ طفلاً إلى المُرضِعةْ
و أهمسُ : ترقا .. أتيتُ من الغربةِ الموجعةْ
و بي كلُّ شوقِ البراري لرشفةِ ماءْ
أَما زِلْتِ تغتسلين بماءِ الفراتِ ؟
و تحكينَ عن عطشِ الباديةْ
أّما زِلْتِ يا غاليةْ
تمدّينَ جسراً لكلِّ الجهاتِ
أعودُ إليكِ و كلّي اشتهاءْ
كخصلةِ طرفا لحضنِ الغَرَبْ
أعودُ و ما لي سوى طيفِ حبْ
أعودُ لأنّي ، بعيداً ، فقدْتُ الهواءْ
تظلّينَ أنتِ الأميرةْ
برغمِ افتقادِكِ تاجَ الإمارةْ
تظلّينَ نبعَ الهوى يا عشارةْ
و تاجُكِ شمسُ الظهيرةْ
و هذي النقوشُ الأثيرةْ
تشيرُ بأنّكِ أمُّ الحضارةْ
و أنَّكِ كنتِ المنارةْ
لبرِّ الشآمِ و برِّ الجزيرةْ
أتاكِ الغزاةُ و شبّوا الحرائقْ
فصرْتِ بوجهِ التوحّشِ سيفْ
و كنتِ الكريمةَ إنْ حلَّ ضيفْ
و ما لِنْتِ يوماً بوجهِ الصواعقْ
فكنتِ إذا هدَّمَ الغزوُ كلَّ الديارْ
تعودينَ بعدَ انزياحِ الظلامْ
و تبنينَ فوقَ الركامْ
عُلُوّاً يُشكِّلُ أحكمَ ثارْ
تعودينَ أقوى و أعلى جديلةْ
فيرتفعُ التاجُ فوقَ الغيومْ
و يلهبُ غيظَ الخصومْ
فيتَّفقونَ على قتلِكِ غيلةْ
عشقْتِ الغيومَ و آخيتِ لحنَ المطرْ
و رُمْتِ النجومَ فكانتْ قريبةْ
و كانَ الفراتُ يريدُ حبيبةْ
فكنْتِ الحبيبةَ ذاتَ الخفرْ
و مازلْتِ أغلى أماني الفراتِ
يناديكِ دوماً بمثلِ الحفيفِ
و يمشي إليكِ بمدٍّ لطيفِ
و يلثمُ شطَّكِ في الأمسياتِ
أعودُ إليكِ لأنَّكِ ذاتي
و إنْ غبتِ غابَ اخضرارُ الحياةْ
و صارَ الفراتُ كمثلِ سواهْ
فأُمسي طريدَ الجهاتِ
أميرةَ قلبي : أتيتُ
فهلْ تأْذنينَ بلثمِ الترابِ
لعلّي أُبدِّدُ طعمَ اغترابي
و أوقنُ أنّي نجوتُ ؛؛؛
قبلة الأطيار
قفْ بترقا تسمعْ نشيدَ العُشاري == أنا ممّنْ صــــانوا حدودَ الديارِ
أنا مِــــــن حِمْيَرٍ و أهــلي كُماةٌ == يُصلحونَ المعْوجَّ بالبتَّارِ
قـفْ بترقا و انصتْ قليـلاً لجرفٍ == يتغنّى شـــوقاً إلى عشتـــــارِ
قفْ فهذي الآثارُ ليستْ حجاراً == هيَ نبضُ الجــدودِ في الفخَّارِ
و اقرأِ المسماريَّ تلـــــقَ أساساً == لعــــــــــلومِ الدنى بذي الآثارِ
فهنا قامتْ أوَّلُ الدورِ للعلــــــــ == ـمِ و كانتْ منــارةُ الأمصارِ
هذه ترقا لم تشبْ رغمَ طـــــول الــ == ــعهدِ ، مازالتْ قبـلةَ الأطيـارِ
يتغنَّى في أيكِها الطيرُ مفتو... == ناً بماءٍ تحتَ العرائش جـارِ
كلَّما زارَ موطناً طارَ عنهُ == عائداً يشدو: في العشارةِ داري
إيــهِ ترقا ، إنّي أطيرُ بشوقٍ == فاسمعي سرَّ جـولتي و قراري
كنتُ تـــوَّاقاً لاكتشافِ الخفايا == و ظننتُ الديـارَ مثلَ دياري
لمْ أجــــــدْ جنَّةً تشابهُ ترقا == تتباهى بالسلمِ و الإعمــــــارِ
لمْ أجــــدْ ربوةً كمثــلِ رباها == تزدهي بالـــورودِ و الأزهارِ
هيَ نبضُ الحيــاةِ في كلِّ لحنٍ == هيَ سرُّ الغنــــاءِ و الأشعارِ
كمْ تمنَّيتُ أنْ أكــــونَ سحاباً == لأُلبّي لها هــــوى الإمطالارِ
لعروسٍ حبا الفراتُ إليـــــها == كرضيعٍ يهمَّ بلإفطــــــــــارِ
فأتى يلثمُ الضفــــافَ بلطفٍ == عـلَّهُ يدنو من ربوعِ العُشاري
آهِ يا نهرَ الخيرِ إنّـــــــا ركبنا == لذرى المجـدِ صهوةَ الإعصارِ
و نذرْنا أرواحَنا لافتــــــــــداءِ == الأرضِ من وطءِ الحــاقدِ الغدَّارِ
هذه الأرضُ كــــمْ غزاها ظَلومٌ == فأطاحتْ به إلى الأغـــــوارِ
إنّها مُهرةٌ تُجيـــــــــــبُ فتاها == تتسامى به إلى الأقمـــــــــارِ
هيَ للأهلِ جنّــــــــــــــَةٌ مشتهاةٌ == و على البـــــاغي قلعةٌ من نارِ
و بها الجرفُ صفحةٌ مــــن سجلٍّ == كلَّلَ الدنيــــــــــــــا بالعُلا و الغارِ
وختاما" دعاءنا لأديبنا وشاعرنا الاستاذ اسماعيل ابراهيم الخلف أبا المجد بطول العمر وتقديم المزيد من العطاءات
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات