عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2011
  #33
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

خطوة نحو السلطان
كانت الهجرة والنصرة، وتأمين القاعدة الاقتصادية، والربط المتين لكل هذا بِعُرا الإيمان، وبالعَقد والبيعة المفَصَّلة المنظمة، خُطوة حاسمة في الطريق إلى دولة القرآن.
كانت فرحةً عارمةً يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. فرحة عَبَرت كل طبقات الناس، وهزتهم، وطبعت حياتهم. قال البراء بن عازب رضي الله عنه: "... ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيت الناس فرحوا بشيء كفرحهم به. حتى رأيت النساء والصبيان والإماء يقولون: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء! وقال أنس رضي الله عنه: شهدْتُه يوم دخل المدينة فما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضْوأ من يوم دخل المدينة علينا. وشهدته يوم مات فما رأيت يوما قط كان أقبح ولا أظلم من يوم مات" [1].
يوم تاريخي طبع ذاكرة الأجيال، فهو يوم التحول الحقيقي في مسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. يوم كامِن في ضمير الأمة مذخور ليوم تحوّلٍ ممكن تستجده لنا الدعوة إن شاء الله على ذلك المنهاج الخالد.
ثم ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فكان البناء أولَ عَمل اشترك فيه المهاجرون والأنصار. وأخذت الرابطة الجهادية تُفْتَل. وكان الرسول القائد يعطي المثال في حمل اللَّبِنِ وتنشيط الرجال.
ثم عقد صلى الله عليه وسلم هدنةً مع اليهود أهل الكتاب أعطت اليهود حقوق المواطنة إلى جانب أمة المومنين. فكان العَقد بمثابة دستور مكتوب يستكمل بعد بناء المؤسسة المركزية، وهي المسجد، وبعد عقد المؤاخاة، الظروف النظامية والأساس الدستوري الإداري الاقتصادي الأمني لمجتمع مقبل على قتال طويل.
كان دستورا مفصلا يعطي الحقوق والواجبات بدقة وعدل. لكن اليهود خانوا وغدروا وتآمروا. ففقدوا بذلك حقوقا سمحة أعطتها إياهم يد حكيمة يصرفها الوحي. هذا الدستور سابقة تشرع لنا وضع دستور ينظم دولة القرآن غدا فيما يخص توزيع السلطان، والمسؤوليات، وأمور الأمن والخوف، وعلاقات المسلمين فيما بينهم، وعلاقتهم بأهل الذمة بيننا، وعلاقتهم بعدئذ بالعالم.
[1] زاد المعاد ج2 ص55
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس