عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008
  #1
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي القصيدة العمرية

القصيدة العمرية العصماء لشاعر النيل
الشاعر الكبير حافظ إبراهيم ... أحد أمراء الشعر العربي المعاصرين الكبار

عمر بن الخطاب
حسب القوافي و حسبي حين ألقيها =أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهم هب لي بيانا أستعين به =على قضاء حقوق نام قاضـيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها =و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني =فيها فإني ضعيف الحال واهيها
(مقتل عمر)
مولى المغيرة لا جادتك غادية =من رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديما حشوه همم =في ذمة الله عاليها و ماضيها
طعنت خاصرة الفاروق منتقما =من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة =تشكو الوجيعة لما مات آسيها
مضى و خلـّفها كالطود راسخة =و زان بالعدل و التقوى مغانيها
تنبو المعاول عنها و هي قائمة =و الهادمون كثير في نواحيها
حتى إذا ما تولاها مهدمها =صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت =جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها و حاطتها بأجنحة =عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها =و من صميم التقى ريشت خوافيها
و الله ما غالها قدما و كاد لها =و اجتـث دوحتها إلا مواليـها
لو أنها في صميم العرب ما بقيت =لما نعاها على الأيام ناعيها
ياليتهم سمعوا ما قاله عمـر =و الروح قد بلغت منه تراقيـها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم =مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها
(إسلام عمر )


رأيت في الدين آراء موفقـة =فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها
و كنت أول من قرت بصحبته =عين الحنيفة و اجتازت أمانيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها =بنعمة الله حصنا من أعاديها
خرجت تبغي أذاها في محمدها =و للحنيـفة جبـار يواليـها
فلم تكد تسمع الايات بالغة =حتى انكفأت تناوي من يناويـها
سمعت سورة طه من مرتلها =فزلزلت نية قد كنت تنويـها
و قلت فيها مقالا لا يطاوله =قول المحب الذي قد بات يطريها
و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت =عن كاهل الدين أثقالا يعانيها
و صاح فيها بلال صيحة خشعت =لها القلوب ولبت أمر باريها
فأنت في زمن المختار منجدها =و أنت في زمن الصديق منجيها
كم استراك رسـول الله مغتبطا =بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها
(عمر و بيعة أبي بكر )


و موقف لك بعد المصطفى افترقت =فيه الصحابة لما غاب هاديها
بايعت فيـه أبا بكر فبايعـه =على الخلافة قاصـيها و دانـيها
و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت =بين القبائل و انسابت أفاعيـها
بات النبي مسجا في حظـيرته =و أنت مستعـر الاحشـاء دامـيها
تهيم بين عجيج الناس في دهش =من نبأة قد سرى في الأرض ساريها
تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت =علوت هامته بالسيف أبريها
أنسـاك حبك طـه أنه بشـر =يجري عليه شـؤون الكون مجـريها
و أنـه وارد لابـد موردهـا =مـن المنـية لا يعفـيه ساقيـها
نسيت في حق طه آية نزلت =و قد يذكـّـر بالايـات ناسـيها
ذهلت يوما فكانت فتنة عـمم =وثاب رشدك فانجابت دياجيـها
فللسقيفـة يوم أنت صاحـبه =فيه الخلافة قد شيدت أواسيـها
مدت لها الأوس كفا كي تناوله =فمدت الخزرج الايدي تباريها
و ظـن كل فريـق أن صاحبهم =أولى بها و أتى الشحناء آتيها
حتى انبريت لهم فارتد طامعهم =عنها وآخى أبو بكر أواخيها
( عمر و علي )

و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر =أكرم بسامعها أعظم بملقيـها
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها =إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها
ما كان غير أبى حفص يفوه بها=أمام فارس عدنـان وحامـيها
كلاهما في سبيل الحق عزمته =لا تـنثـني أو يكون الحق ثانيـها
فاذكرهما وترحم كلما ذكروا =أعاظما ألِّهوا في الكون تأليـها
( عمر و جبله بن الايهم )

كم خفت في الله مضعوفا دعاك به =و كم أخفت قويـا ينثنـي تيها
و في حديث فتى غسان موعظة =لكــل ذي نعـرة يأبى تناسيـها
فما القوي قويا رغم عزته =عند الخصومة و الفـاروق قاضـيها
وما الضعيف ضعيفا بعد حجته =و إن تخاصم واليها و راعيها
( عمر و أبو سفيان )
و ما أقلت أبا سفيان حين طوى=عنك الهدية معتزا بمهديها
لم يغن عنه و قد حاسبته حسب =و لا معاوية بالشام يجبيها
قيدت منه جليلا شاب مفرقه =في عزة ليس من عز يدانيها
قد نوهوا باسمه في جاهليته =و زاده سيد الكونين تنويها
في فتح مكة كانت داره حرما =قد أمّن الله بعد البيت غاشيها
و كل ذلك لم يشفع لدى عمر =في هفوة لأبي سفيان يأتيها
تالله لو فعل الخطاب فعلته =لما ترخص فيها أو يجازيها
فلا الحسابة في حق يجاملها =و لا القرابة في بطل يحابيها
و تلك قوة نفس لو أراد بها =شم الجبال لما قرت رواسيها
(عمر و خالد بن الوليد)

سل قاهر الفرس و الرومان هل شفعت =له الفتوح و هل أغنى تواليها
غزى فأبلى و خيل الله قد عقدت =باليمن و النصر و البشرى نواصيها
يرمي الأعادي بآراء مسـددة =و بالفـوارس قد سالت مذاكيـها
ما واقع الروم إلا فر قارحها =و لا رمى الفرس إلا طاش راميها
و لم يجز بلدة إلا سمعت بـها =الله أكبـر تـدْوي في نواحـيها
عشرون موقعة مرت محجلة =من بعد عشر بنان الفتح تحصيها
و خالد في سبيل الله موقـدها =و خالـد في سبيل الله صـاليها
أتاه أمر أبي حفـص فقبله =كمــا يقـبل آي الله تاليهــا
و استقبل العزل في إبان سطوته =و مجده مستريح النفس هاديها
فاعجب لسيد مخزوم وفارسها =يوم النزال إذا نادى مناديـها
يقوده حبشي في عمامته =ولا تحـرك مخزوم عواليـها
ألقى القياد إلى الجراح ممتثلا =و عزة النفس لم تجرح حواشيها
و انضم للجند يمشي تحت رايته =و بالحياة إذا مالت يفديها
و ما عرته شكوك في خليفته =ولا ارتضى إمرة الجراح تمويها
فخالد كان يدري أن صاحبه =قد وجه النفس نحو الله توجيها
فما يعالج من قول و لا عـمل =إلا أراد به للنـاس ترفيـها
لذاك أوصى بأولاد له عمرا =لما دعاه إلى الفردوس داعيـها
و ما نهى عمر في يوم مصرعه =نساء مخزوم أن تبـكي بواكيـها
و قيل فارقت يا فاروق صاحبنا =فيه و قد كان أعطى القوس باريها
فقال خفت افتتان المسلمين به =و فتنة النفس أعيت من يداويها
هبوه أخطأ في تأويل مقصده =و أنها سقطة في عين ناعيها
فلن تعيب حصيف الرأي زلته =حتى يعيب سيوف الهند نابيها
تالله لم يتَّبع في ابن الوليد هوى =و لا شفى غلة في الصدر يطويها
لكنه قد رأى رأيا فأتبعه =عزيمـة منه لـم تثـلم مواضـيها
لم يرع في طاعة المولى خؤولته =و لا رعى غيرها فيما ينافيها
و ما أصاب ابنه و السوط يأخذه =لديه من رأفة في الحد يبديها
إن الذي برأ الفاروق نزهه =عن النقائص و الأغراض تنزيها
فذاك خلق من الفردوس طينته =الله أودع فيــها ما ينقيـها
لاالكبر يسكنها لا الظلم يصحبها =لا الحقد يعرفها لا الحرص يغويها
(عمر و عمرو بن العاص)

شاطرت داهية السواس ثروته =و لم تخفه بمصر و هو واليها
و أنت تعرف عمرا في حواضرها =و لست تجهل عمرا في بواديها
لم تنبت الأرض كابن العاص داهية =يرمي الخطوب برأي ليس يخطيها
فلم يرغ حيلة فيما أمرت به =و قام عمرو إلى الأجمال يزجيـها
و لم تقل عاملا منها و قد كثرت =أمواله وفشا في الأرض فاشيها
(عمر و ولده عبد الله )

و ما وقى ابنك عبد الله أينقه =لما اطلعت عليها في مراعيها
رأيتها في حماه وهي سارحة =مثل القصور قد اهتزت أعاليها
فقلت ما كان عبد الله يشبعها =لو لم يكن ولدي أو كان يرويها
قد استعان بجاهي في تجارته =و بات باسم أبي حفص ينميها
ردوا النياق لبيت المال إن له =حق الزيادة فيها قبل شاريها
و هذه خطة لله واضعها =ردت حقوقا فأغنت مستميحيها
مالإشتراكية المنشود جانبها =بين الورى غير مبنى من مبانيها
فإن نكن نحن أهليها و منبتها =فإنـهم عرفوها قـبل أهليـها
(عمر و نصر بن حجاج)

جنى الجمال على نصر فغـربه =عن المدينة تبكيـه و يبكيـها
و كم رمت قسمات الحسن صاحبها =و أتعبت قصبات السبق حاويها
و زهرة الروض لولا حسن رونقها =لما استطالت عليها كف جانيها
كانت له لمة فينانة عجب =علـى جبـين خليـق أن يحليـها
و كان أنى مشى مالت عقائلها =شوقا إليه و كاد الحسن يسبيها
هتفن تحت الليالي باسمه شغفا =و للحسان تمنٍّ في لياليها
جززت لمته لما أتيتَ به =ففاق عاطلها في الحسن حاليها
فصحت فيه تحول عن مدينتهم =فإنها فتنة أخشى تماديها
و فتنة الحسن إن هبت نوافحها =كفتنة الحرب إن هبت سوافيها
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس