عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008
  #2
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: القصيدة العمرية

(عمر و رسول كسرى)

و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا=بين الرعية عطلا و هو راعيها
و عهده بملوك الفرس أن لها =سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى =فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا =ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره =من الأكاسر والدنيا بأيديها
و قال قولة حق أصبحت مثلا =و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم =فنمت نوم قرير العين هانيها
(عمر و الشورى )

يا رافعا راية الشورى و حارسها =جزاك ربك خيرا عن محبيها
لم يلهك النزع عن تأييد دولتها =و للمنـيـة آلام تعـانيـها
لم أنس أمرك للمقداد يحمله =إلى الجمـاعة إنذارا و تنبيـها
إن ظل بعد ثلاث رأيهم شعبا =فجرد السيف و اضرب في هواديها
فاعجب لقوة نفس ليس يصرفها =طعم المنية مرا عن مراميها
درى عميد بني الشورى بموضعها =فعاش ما عاش يبنيها و يعليها
و ما استبد برأي في حكومته =إن الحكومـة تغري مسـتبديـها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به =رغم الخلاف و رأي الفرد يشقيها
(مثال من زهده)

يا من صدفت عن الدنيا و زينتها =فلم يغرك من دنياك مغريها
ماذا رأيت بباب الشام حين رأوا =أن يلبسوك من الأثواب زاهيها
و يركبوك على البرذون تقدمه =خيل مطهمة تحـلو مرائيـها
مشى فهملج مختالا براكبه =و في البراذين ما تزها بعاليـها
فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلني =و داخلتني حال لست أدريها
و كاد يصبو إلى دنياكم عمر =و يرتضي بيـع باقيه بفانـيها
ردوا ركابي فلا أبغي به بدلا =ردوا ثيابي فحسبي اليوم باليها
(مثال من رحمته )

و من رآه أمام القدر منبطحا =و النار تأخذ منه و هو يذكيها
و قد تخلل في أثناء لحيته =منها الدخان و فوه غاب في فيها
رأى هناك أمير المؤمنين على =حال تروع لعمر الله رائيها
يستقبل النار خوف النار في غده =و العين من خشية سالت مآقيها
(مثال من تقشفه و ورعه )

إن جاع في شدة قومٌ شركتهم =في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة و الدنيا بقبضته =في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص و سيرته =أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها =من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة =فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
و هل يفي بيت مال المسلمين بما =توحي إليك إذا طاوعت موحيها
قالت لك الله إني لست أرزؤه =مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها
لكن أجنب شيأ من وظيفتنا =في كل يوم على حـال أسويـها
حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها =شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها
قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة =أن القناعة تغني نفس كاسيها
و أقبلت بعد خمس و هي حاملة =دريهمات لتقضي من تشهيها
فقال نبهت مني غافلا فدعي =هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها
ويلي على عمر يرضى بموفية =على الكفاف و ينهى مستزيدها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به =أولى فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه كانت و ما عهدت =بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها
(مثال من هيبته )
في الجاهلية و الإسلام هيبته =تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
في طي شدته أسرار مرحمة =تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
و بين جنبيه في أوفى صرامته =فـؤاد والـدة تـرعى ذراريـها
أغنت عن الصارم المصقول درته =فكم أخافت غوي النفس عاتيها
كانت له كعصى موسى لصاحبها =لا ينزل البطل مجتازا بواديها
أخاف حتى الذراري في ملاعبها =و راع حتى الغواني في ملاهيها
اريت تلك التي لله قد نذرت =انشــودة لرسـول الله تهديـها
قالت نذرت لئن عاد النبي لنا =من غزوة العلى دفي أغنيــها
و يممت حضرة الهادي و قد ملأت =أنور طلعته أرجاء ناديها
و استأذنت و مشت بالدف و اندفعت =تشجي بألحانها ما شاء مشجيها
و المصطفى و أبو بكر بجانبه =لا ينكران عليها من أغانيـها
حتى إذا لاح من بعد لها عمر =خارت قواها و كاد الخوف يرديها
و خبأت دفها في ثوبها فرقا =منه وودت لو ان الأرض تطويها
قد كان حلم رسول الله يؤنسها =فجاء بطش أبي حفص يخشيها
فقال مهبط وحي الله مبتسما =و في ابتسامته معنى يواسيها
قد فر شيطانها لما رأى عمر =إن الشياطين تخشى بأس مخزيها
(مثال من رجوعه إلى الحق )

و فتية ولعوا بالراح فانتبذوا =لهم مكانا و جدوا في تعاطيها
ظهرت حائطهم لما علمت بهم =و الليل معتكر الأرجاء ساجيها
حتى تبينتهم و الخمر قد أخذت =تعلو ذؤابة ساقيها و حاسيها
سفهت آراءهم فيها فما لبثوا =أن أوسعوك على ما جئت تسفيها
و رمت تفقيههم في دينهم فإذا =بالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها
قالوا مكانك قد جئنا بواحدة =و جئتـنا بثـلاث لا تباليـها
فأت البيوت من الأبواب يا عمر =فقد يُزنُّ من الحيطان آتيها
و استأذن الناس أن تغشى بيوتهم =و لا تلم بدار أو تحييها
و لا تجسس فهذي الآي قد نزلت =بالنهي عنه فلم تذكر نواهيها
فعدت عنهم و قد أكبرت حجتهم =لما رأيت كتاب الله يمليها
و ما أنفت و إن كانوا على حرج =من أن يحجك بالآيات عاصيها
(عمر و شجرة الرضوان)

و سرحة في سماء السرح قد رفعت =ببيعة المصطفى من رأسها تيها
أزلتها حين غالوا في الطواف بها =و كان تطوافهـم للدين تشويـها
( الخاتمه )

هذي مناقبه في عهد دولته =للشاهدين و للأعقـاب أحكيـها
في كل واحدة منهن نابلة =من الطبائع تغذو نفـس واعـيها
لعل في أمة الإسلام نابتتة =تجلو لحاضرها مـرآة ماضيـها
حتى ترى بعض ما شادت أوائلها =من الصروح و ما عاناه بانيها
وحسبها أن ترى ما كان من عمر =حتى ينبه منها عين غافـيها
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنور ; 11-21-2008 الساعة 06:05 PM
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس