عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2009
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الانشاد والسماع

عبدالله بن عمر رضي الله عنه :
روى ابن قتيبة بسنده أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يدعو عبدالله بن أسلم وخالد بن أسلم فيغنيان له وقال ابن أبي الدم الحموي في شرح الوسيط: أن العلماء رووا أن أشعب دخل على عبدالله بن عمر رضي الله عنه وهو في حائط المدينة فسأله أن يوفر له تمرا في غرارة ففعل ثم سأله أن يأمر غلمانه أن يكبوا ما يعونه فيها ثم سأله أن يغني له وكان أشعب طيب الصوت جيد الغناء فامتنع من أدبه فألح عليه فأذن له فغنى وأطربه.
البراء بن مالك رضي الله عنه :
حكى الحافظ أبو نعيم أنه كان يميل إلى السماع ويستلذ بالترنم.
عبدالله بن جفعر بن أبي طالب رضي الله عنه :
قال ابن عبدالبر في الاستيعاب إنه كان لا يرى بالغناء بأسا وقال الأستاذ أبو منصور البغدادي في مؤلفه في السماع: كان عبدالله بن جعفر مع كبر شأنه يصوغ الألحان لجواريه ويسمعه منهن على أوتاره وكان أمير المؤمنين إذ ذاك علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسماع عبدالله بن جعفر مشهور مستفيض نقله عنه كل من أمعن في المسألة من الفقهاء والحفاظ وأهل التاريخ الأثبات( [79]).
المغيرة بن شعبة رضي الله عنه :
وأما المغيرة بن شعبة فقد حكى سماع الغناء عنه أبو طالب المكي رحمه الله في كتابه (قوت القلوب) والشيخ تاج الدين الفزاري وغيرهما.
عامر الشعبي رحمه الله تعالى:
وهو من أكابر التابعين علما وعملا وقد حكى عنه الأستاذ أبو منصور أنه كان يقسم الأصوات إلى الثقيل الأول والى الثقيل الثاني وما بعدها من المراتب.
عطاء بن أبي رباح رحمه الله تعالى :
وهو من أكابر التابعين وهو مع علمه وعبادته وزهده ومعرفته بالسنن والآثار فقد قال عنه الأستاذ أبو منصور: إنه كان يقسم الأصوات إلى الثقيل الأول والى الثقيل الثاني وما بعدهما من المراتب ونقل ابن قتيبة أن عطاء بن أبي رباح ختن ولده وعنده الأبجر يغني فكان إذا سكت وإذا لحن رد عليه.
عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى:
قال ابن قتيبة : سئل إسحاق عنه فقال: ما طن في سمعه شيء بعد أن أفضت إليه الخلافة وأما قبلها فكان يسمع من جواريه خاصة ولا يظهر عنه إلا الجميل وربما صفق بيده وتمرغ على فراشه طربا وضرب برجليه.
• الغناء والسماع عند السلف رضي الله عنهم
عبدالله بن جريج رحمه الله تعالى:
وهو من العلماء والحفاظ العباد المجمع على عدالته وجلالته وكان يسمع الغناء ويعرف الألحان وحكى عنه الأستاذ أبو منصور أنه كان يصوغ الألحان ويميز البسيط والنشيد والخفيف.
وقال ابن قتيبة : حُكي عن ابن جريج أنه كان يروح إلى الجمعة فيمر على مغن فيدق بابه عليه فيخرج فيجلس معه على الطريق ويقول: غن فيغنيه أصواتا فتسيل دموعه على لحيته ثم يقول: (إن من الغناء لما يذكر الجنة)( [80]).
أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى:
حكى ابن قتيبة عنه وغيره: أنه كان له جار كل ليلة يغني ويقول شعرا:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
وكان يستمع إليه وإنه فقد صوته فسأل عنه فقيل له: إنه وجد بالليل وسجن في سجن عيسى الأمير فلبس عمامته وتوجه إلى الأمير وتحدث معه فقال: لا أعرف اسمه فقال أبو حنيفة رضي الله عنه اسمه عمرو فقال الأمير: أطلقوا كل من اسمه عمرو فأطلق الرجل فلما خرج قال له أبو حنيفة رحمه الله تعالى : أضعناك يا فتى؟ قال بل حفظت فتضمنت هذه الحكاية أنه كان يستمع إليه ولم ينهه عن الغناء.
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
قال الغزالي رحمه الله تعالى : ليس تحريم الغناء من مذهبه وحكى عنه الأستاذ أبو منصور البغدادي أن مذهبه إباحة السماع بالقول والألحان إذا سمعه من رجل أو جارية أو امرأة يحل له النظر اليها في داره أو دار صديقه ولم يسمعه على قارعة الطريق ولم يقترن بشيء من المنكر ولم يضع الصلاة عن وقتها ولم يضيع بشهادة لزمه أداؤها( [81]).
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى:
قال أبو الوفاء بن عقيل في كتابه المسمى (بالفصول) صحت الرواية عن أحمد أنه سمع الغناء عند ابنه صالح وقال شارح المقنع روي عن أحمد أنه سمع قوالا فلم ينكره فقال له ابنه: يا أبت كنت تكرهه فقال قيل إنهم يستعملون المنكر معه!!.. وقد قال ابن الجوزي إنه يحمل قوله وفعله على ما كان يغنى له في زمنه من القصائد الزهديات.
وسأل الإمام أحمد رجل فقال: يا أبا عبدالله هذه القصائد الرقاق التي في ذكر الجنة والنار أي شيء تقول فيها؟ فقال مثل أي شيء؟ قال يقولون:
إذا ما قال لي ربي أما استحيت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي وبالعصيان تأتيني
فقال: فدخل بيته ورد الباب فسمعت نحيبه من داخل البيت يردده وهو يقول هذه الأشعار.
سفيان بن الحارث رحمه الله تعالى:
حكى عنه تلميذه الفقيه العالم الحافظ الزبير بن بكار في الموفقيات والماوردي في الحاوي: أنه لما قدم ابن جامع مكة بمال جم قال سفيان لأصحابه علام يعطى ابن جامع هذه الأموال؟ قالوا على الغناء قال: ما يقولون فيه؟ قالوا يقول شعرا:
أطوف بالبيت مع من يطوف وأرفع من مئزري المسبل
قال هي السنة ثم ماذا فقالوا: يقول شعرا:
وأسجد بالليل حتى الصباح وأتلو من المحكم المنزل
قال: أحسن وأصلح ثم ماذا؟ فقالوا: يقول شعرا:
عسى فارج الهم عن يوسف يسخر لي ربة المحمل
قال: أفسد الحبيب ما أصلح سخرها الله له.
الإمام ابن مجاهد رحمه الله تعالى:
قال أبو طالب المكي رحمه الله تعالى في كتابه (قوت القلوب) كان ابن مجاهد لا يجيب دعوة إلا أن يكون فيها سماع( [82]).
فها هو ذا سماع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والتابعين والسلف الصالح وهو كما رأينا سماع هادف لنوع مخصص من الغناء والنشيد والحداء إنه غناء يحي في النفس جذوة الإيمان ويوقظ في العقل قبس الفكر أو هو من اللهو المباح الذي يروح به عن النفس في ساعة الضيق ولكن دون الخروج عن قانون الشريعة الإسلامية أو تخط لحدود الشارع سبحانه وتعالى .
والغناء الإسلامي الهادف: أحد الفنون الإنسانية التي يلجأ اليها الإنسان يروي بها ظمأ روحه العطشى إلى السكينة والأمان وقد يلوي عليها ليثبت في نفسه جوا من الفرح والسرور والأنس والطرب.
وقد نظر الإسلام إلى الحياة نظرة جادة فاعلة خلاقة منشئة وجعل من كل مخلوقات الله ما هو مسخر لهذا الهدف النبيل والوجود الأمثل الذي خلق المسلم من أجله. والغناء أحد هذه الأمور التي أراد لها الإسلام أن تكون هادفة مسخرة لقوى المسلم في خصم صراعاته مع الحياة والناس.
ولقد عُني بعض من شعراء الدعوة الإسلامية بنظم قصائد مغناة وأناشيد هادفة تعبر خير تعبير عن الغناء الإسلامي الهادف والذي رما إليه الإسلام ولعل أشهر أنواع هذا الغناء الإسلامي الهادف:
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 12-26-2011 الساعة 08:55 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس