عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2011
  #15
عمرأبوحسام
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرأبوحسام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
عمرأبوحسام is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في القرآن والنبوة:

شوكة الكـفر
حدث على رأس هذا القرن الخامس عشر الذي نرجو الله أن يحقق لنا فيه النصر أربعة أحداث هامة في دار الإسلام. أولها قومة المسلمين في إيران أثبتت أن الإيمان الأعزل يستطيع أن يغلب نظاما يُعَدُّ جيشه خامس جيش في العالم؛ ومن ورائه أمريكا بكل خيلائها وترساناتها وأجهزتها. الحدث الثاني هجوم تتار العصر الروس على أفغانستان بوحشية ما سبق في التاريخ الإنساني مثلها في القسوة نظرا للأسلحة المستعملة. أسلحة كيماوية وطائرات عمودية مصفحة، ونظرا للهجوم المنظم على كل حي بتحريق الأراضي والقرى وقتل الناس والأغنام[1]. أما الحدث الثالث فهو غزو اليهود بيروت وما خربوا ودمروا وجزروا الأبرياء العزل. قتلوا النساء والأطفال والرجال بالصواريخ والقادُوم. أمَّا مجزرة حماة فهي أفظع من أن يكتبها قلم.
كشفت هذه الأحداث عن حيوية إخواننا العجم لما تحرروا في إيران وأفغانستان من كابوس الحكم الظالم. وكشفت عن خنوع حكام الجبر في بلاد العرب وعبوديتهم للجاهلية لما تلا حريقَ بيروت مؤتمرات وحفلات اتفق فيها زعماء العرب على الاعتراف بدولة اليهود ومسالمتها. وملأوا العالم ضجيجا أنهم صانعو سلام وعباقرة دبلوماسية.
تتوجه قوى الجاهلية وحلفاؤها من بيننا لقطع جرثومة الإسلام. فالثورة الإسلامية في إيران سخر لها أذناب الجاهلية يحاربونها بكل أنواع الأسلحة الاقتصادية والعسكرية والدعائية. وأفغانستان مختبر تجرب فيه روسيا أسلحتها المدمرة استعدادا لغزو العالم. والمقاومة الفلسطينية التي لا تحركها دواعي الجهاد الإسلامي[2]كما نحب أثبتت على كل حال مروءة المقاتل الشهم فاستحقت من كل ذي مروءة الاحترام. هذه المقاومة خذلها حكام العرب خذلانا فظيعا في بيروت، ثم تباروا بعدئذ لإيواء فلول المنظمة ليخنقوها. فيجمعنا وإياهم الاضطهاد. وعسى تفهم المقاومة الفلسطينية أن لا نصر إلا بالإسلام. ثم إن المومنين مقهورون حيثما كانوا. لا أقصد إسلام الخمول والرضى بالحكم الظالم. أقصد المومنين الذين استيقظت فيهم روح الرسالة ومعاني الجهاد وحب التحرر من الطاغوت ليعبد الله وحده في الأرض.
جاهلية غالبة، وعُصبَة الإسلام ضعيفة. وشوكة الكفر علينا عاتية.
بدأ الأنبياء والرسل عليهم السلام جهادهم في ظروف كانت الغلبة فيها للجاهلية، وما كان يتبعهم إلا المستضعفون. ما كان سر انتصارهم على الملإ المستكبرين بكثرة عدد ولا بوفرة سلاح. ومن يتأمل ميلاد البعثة المحمدية، وقلة المومنين في مكة أمام كثرة عدوهم، ثم يضع هذا الاعتبار في نطاق الجزيرة العربية وفي نطاق العالم لا يتصور أن حفنة من الرجال تستطيع ذلك الانتشار السريع الحاسم في ظرف خمسين سنة، يبلغ فيها سلطان الإسلام ودعوة الإسلام ذلك المبلغ.
ما انتصر الإسلام الأول في أية بعثة نبوية بتفوق تضبطه الأرقام وتفصح عنه الأرقام. إنما انتصرت الدعوات النبوية بالتأييد الإلهي الذي يظهر في التاريخ على صورة روح جديدة تسري في المومنين وتصوغ منهم جندا يطيع الله والرسول، وينبذ كل إله غير الله، ويقطع كل ولاء غير الولاء لله ورسوله.
[1] ثم هزيمة روسيا المنكرة وسحبها ذيول الخيبة هاربة من وجه أُسْدِ الله المجاهدين. (ملاحظة 1410)
[2] كان ذلك قبل تجَدُّدِ الانخراط القوي للحركة الإسلامية في المقاومة الفلسطينية
عمرأبوحسام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس