عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2008
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الشنشنة
لا يقتصر قلب كاف المؤنثة المخاطبة شينا ( بين الشين والجيم ) ( ch ) وذلك في لهجة أهل الدير بل يقلبون كافات كثيرة من الكلمات إلى شين ثقيلة ( صوتها بين الجيم والشين ) ( ch ) وذلك إذا أمنوا اللبس عند قلبه شينا أي كما يلفظ ( h c) بالإنجليزية كما تلفظ في الكلمات الآتية "CHIAN و CHIAR " فيقولون : (( عنده مال ﭽـنير )) و (( عند فلان ﭽـلب مـﭽـلوب )) و (( ﭽـان صاحبك عسل لا تلحسه كلّه )) وهي على التوالي : عنده مال كثير – عند فلان كلب مكلوب أي مصاب بداء الكلب – إن كان صاحبك عسل لا تلحسه كلّه . وفي شعرهم الشعبي في العتابا : أريد أبـﭽـي وأبـﭽـِّي الخلفوني على مر المصايب خلفوني وقولهم في العتابا: أريد أبِـَﭼـِي على حالي وأنوحاي الدنيا ضاﮔـت بعيني وأنا حاي أخوي الما نفعني بيومٍ وأنا حاي ما أريِـده يـوم ردَّات التــــراب ( ابــﭽـي : أبكي , أبـﭽـِّي : ابكِّي ) ويقولون فلان ﭽـمد فلانا بخنجر . (ﭽـمد : كمد ) كناية عن طعنه بخنجر . أما إذا لم يأمنوا اللبس فيبقى الكاف كافا دون إبدال ومن ذك صياغة المضارع من كان (ﭽـان ) فيقولون يكون . فهم يقلبون كاف كان ( ﭺ ) شينا ثقيلة أمّا كاف يكون فلا يقلبونها. وجاء في الشعر الشعبي شعر العتابا : هَلِي عزّ المَنازل وعز من قال ثقال الرُوز ما هم حجر منقال وﭽـان الناس ميّ هَضَلْ مِن قـول هَـلِـي نيسان طـمّ العَـاليـات وظاهرة الشنشنة معروفة لدى اللغويين القدماء والمحدثين وهي تنسب إلى اليمن. يقول الدكتور صبحي الصالح : ومن ذلك شنشنة اليمن تجعل الكاف شينا مطلقا كقولهم : ( لبيش اللهم لبيش ) أي لبيك اللهم لبيك . ( 3 ) وكذلك تنسب لأهل الشحر وأناس من قضاعة وغيرهم ولتغلب( 4 ) ويرى بعض دارسي اللهجات المحدثين أن قلب الكاف في الشنشنة يشبه قلبها في الكشكشة وهما شيء واحد لا يفصل بينهما , يقول غالب فاضل المطلبي في دراسته - 45 - لظاهرة الكشكشة في لهجة تميم : وقد لا تكون الكشكشة في الكاف المؤنث فحسب بل ربما جعلوا ذلك في الكاف الأصلية الكسورة . أنشد ثعلبة في مجالسه عن ابن الأعرابي : عليَّ فيما أبتغي أبغيـﭻ بيضاء ترتضيني ولا ترضيـﭻ( 5 ) وتطلببي ودَّ بني ابيـﭻ إذا دنوتِ جعلت تنئيـﭻ وإن نأيت جعلت تدنيـﭻ حتى تنقّي كنقيقِ الديــﭻ تنطق الجيم في نهاية الأشطر كما تنطق الـ ) ch ) . وهي في جميع ما وضع تحته خط ( كاف). والجيم في ( أبغيـﭻ, ترضيـﭻ , أبيـﭻ , تنئيـﭻ , تدنيـﭻ ) هي كاف المؤنثة المخاطبة والظاهرة هنا هي ظاهرة الكشكشة . وأصل الجيم ضمير كاف المخاطبة . أما في كلمة ( الديـﭻ ) فالجيم هي كاف أصلية في الكلمة وهي ظاهرة الشنشنة . وتتصمن هذه الأبيات ظاهرتي الكشكشة والشنشنة معاً . ويرى المؤلف لكتاب الأدب الجاهلي بين لهجات القبائل واللغة الموحدة أن هذه الكاف المقلوبة إلى شين سواء في الكشكشة أو الشنشنة تنطق كما ينطقها العامة في العراق ( 6 ) أي كما ينطق الحرف ( ch ) في الكلمات الإنجليزية chain أو كلمة chair , وأنها حرف ( ﭻ ) . وإذا عدنا إلى ظاهرة الصَّقْر والسَّقر والزَّقر وإلى قرار اللغويين القدماء بأن العربي ينطق بلهجة قبيلته ولا يتخلى عنها ( 7 ) لوجدنا أن صوت الكاف المقلوبة إلى شين سواء في الكشكشة أو الشنشنة هو نفسه الذي ينطقون به أبناء القبائل التي تسكن الدير والعراق و حوران وجزيرة العرب . أي (ﭻ ) . الكتاب لسيبويه 4/431-432 لهجة تميم وأثرها في العربية الموحدة لغالب فاضل الطلبي ص 110 ويورد المؤلف آراء العلماء العرب والغربيين فيقول : ( والي هذا ذهب أبو ليتمان وإن لم يسنده بنص تاريخي فقال : أن الكشكشة في الاصل ليست قلب الكاف شينا وإنما يقلب ( h ) ثم قول الخليل وكذا د / رمضان عبد التواب في كتابه فصول في دراسات في فقه اللغة د/ صبحي الصالح ص 62 عن المزهر 1/62 لهجة تميم وأثرها في العهربية الموحدة غالب فاضل المطلبي ص 108 5 - الأدب الجاهلي بين لهجات القبائل واللغة الموحدة ص 154 د / هشام طعان 6 - حادثة ليلة الأخيلية - خزانة الأدب ج 4 ص 596 7– حادثة ليلى الأخيلية – خزانة الأدب ج 4 ص596 . - 46 - الاستنطاء وهو قلب العين نونا إذا سبقت الطاء فيقولون: أنيطي كذا أي أعطني كذا وأنطى بدلا من أعطى , وينحصر الامر في هذا اللفظ :أي أعطى وتصرفاتها الفعلية وغيرها من المشتقات و هذا معروف لدى علماء اللغة . فالإستنطاء: هو جعل العين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء. وهي لغة سعد بن بكر وقيس وهذيل والأنصار واليمن والأزد وقريء بها ((( إنا أنطيناك الكوثر ))) ووردت في الحديث النبوي أن الرسول صلى الله عيه وسلم قال " اليد العليا المنطية , واليد السفلى المنطاة " وقال عليه الصلاة والسلام :" إن مال الله مسؤول ومنطى " . وفي كتابه عليه السلام لوائل : وانطوا الثبجة . (1 ) وجاء في شعر أعشى قيس : جيادُك خيرُ جياد ِالملوك ِ تـُصَانُ الجـِلالَ وتـُنـْطـَى الشعير . (2 ) وبعض قبائل قيس ما يزال يسكن المنطقة دير الزور وقراها التي ندرس لهجتها إلى اليوم . وقد ورد في الأمثلة الفراتية: " انط الخبز خبازه لو ياكل نصه ". ( الأمثال الفراتية عبد القادرعياش
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس