عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2012
  #1
محب الاحباب
عضو شرف
 الصورة الرمزية محب الاحباب
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 59
معدل تقييم المستوى: 15
محب الاحباب is on a distinguished road
افتراضي تفسير روح البيان للاية الكريمة _احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لايفتنون -

حسب وصية العارفين بالله لقراءتها والتفكر بمعناها في هذا الوقت
تفسير الاية حسب روح المعاني :
قال تعالى : أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)-العنكبوت

{ أحسب الناس } الحسبان بالكسر الظن كما فى القاموس ، وقال فى المفردات الحسبان هو ان يحكم لاحدج النقيضين احدهما على الآخر ،
نزلت فى قوم من المؤمنين كانوا بمكة وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الاسلام فكانت صدورهم تضيق لذلك ويجزعون فتداركهم الله بالتسلية بهذه الآية ، قال ابن عطية وهذه الآية وان كانت نزلت بهذا السبب فى هذه الجماعة فهى فى معناها باقية فى امة محمد موجود حكمها بقية الدهر.
والمعنى بالفارسية [ آيا بنداشتند مردمان يعنى اين ظن مكر ومستبعد ست ] { ان يتركوا } اى يهملوا سادّ مسدّ مفعولى حسب لاشتماله على مسند ومسند اليه { ان } اى لان { يقولوا آمنا وهم } اى والحال انهم { لايفتنون }.
لايمتحنون فى دعواهم بما يظهرها ويثبتها اى أظنوا انفسهم متروكين بلا فتنة وامتحان بمجرد ان يقولوا آمنا بالله يعنى ان الله يمتحنكم بمشاق التكاليف كالمهاجرة والمجاهدة ورفض الشهوات ووظائف الطاعات وانواع المصائب فى الانفس والاموال ليتميز المخلص من المنافق والراسخ فى الدين من المضطرب فيه ولينالوا بالصبر عليها عوالى الدرجات فان مجرد الايمان وان كان عن خلوص لايقتضى غير الخلاص من الخلود فى العذاب
عاشقانرا درد دل بسيار مى بايد كشيد ... جوريار وطعنه اغيار مى بايد كشيد
وفى التأويلات النجمية { احسب النار} يعنى الناسين من اهل الغفلة والبطالة { ان يتركوا ان يقولوا آمنا } بالتقليد والجهالة بمجرد الدعوى دون المطالبة بالبلوى { وهم لايفتنون } بانواع البلاء لتخليص ابريز الولاء فان البلاء للولاء كاللهب للذهب وان المحبة والمحنة توأمان فلا مميز بينهما الا نقطة الباء وبه يشير الى ان اهل المحبة اذا اوقعوا انفسهم كنقطة الباء تحتها تواضعا لله رفعهم الله كالنقطة فوق النون ومن تكبر وطلب الرفعة والعلو فى الدنيا كالنقطة فوق النون وضعه الله بالذلة كالنقطة تحت الباء . وقيل عند الامتحان يكرم الرجل او يهان فمن زاد قدر معناه زاد قدر بلواه كما قال عليه السلام « يبتلى الرجل على حسب دينه » وقال « البلاء موكل بالانبياء ثم الاولياء ثم الامثل فالامثل » فالعافية لمن لايعرف قدرها كالداء والبلاء لمن يعرف قدره كالدواء فالبلاء على النفوس لاخراجها من اوطان الكسل وتصريفها فى احسن العمل والبلاء على القلوب لتصفيتها من شين الرين لقبول نقوش الغيوب والبلاء على الارواح لتجردها بالبوائق عن العلائق والبلاء على اسرار فى اعتكافها فى شاهد الكشف بالصبر على آثار التجلى الى ان يصير مستهلكا فيه باقيا به وان اشد الفتن حفظ وجد التوحيد لئلا يجرى عليه مكر فى اوقات غلبات شواهد الحق فيظن انه هو الحق ولايدرى انه من الحق ولا يقال انه الحق وعزيز من يهتدى الى ذلك انتهى ، قال ابن عطاء ظن الخلق انهم يتركون مع دعاوى المحبة ولا يطالبون بحقائقها وحقائق المحبة هى صب البلاء على المحب وتلذذه بالبلاء فبلاء يلحق جسده وبلاء يلحق قلبه وبلاء يلحق سره وبلاء يلحق روحه وبلاء النفس فى الظاهر الامراض والمحن وفى الحقيقة منعها عن القيام بخدمة القوى العزيز بعد مخاطبته اياها بقوله
تفسير الاية حسب تفسير الجيلاني قدس الله سره:

{ أَحَسِبَ } وظن { ٱلنَّاسُ } المنهمكون في الغفلة والنيسان { أَن يُتْرَكُوۤاْ } ويُهملوا على ما هم عليه من عدم مطابقة قلوبهم لأفواههم، وأعمالهم بنياتهم، وأفعالهم بحالاتهم بمجرد { أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا } بلا موافقة من قلوبهم، مع أن الإيمان في الأصل هو الإذعان والقبول والإخلاص بالقلب، والانقياد والتسليم بالجوارح والآلات من لوازمه ومتمماته { وَهُمْ } بمجرد ما يلقلق به لسانهم، ويظهره بيانهم طنوا أنهم { لاَ يُفْتَنُونَ } [العنكبوت: 2] ولا يمتحنون، بلى والله لنبولنهم ونختبرهم بشيءٍ من الخوف والجوع، ونقص من الأمال والأنفس والثمرات، حتى ظهر إخلاصهم في جيع ما آمنوا، فترتب خلاصهم حنيئذٍ على إخلاصهم.

التعديل الأخير تم بواسطة محب الاحباب ; 07-09-2012 الساعة 02:46 PM
محب الاحباب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس