عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2012
  #88
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني

أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نتصدق بما نحب أدبا مع الله تعالى وعملا بقوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. ونحن نحب أن ننال مقام البر عند الله تعالى ونكره أن نكون ناقصي المقام لما فيه من الجفاء والبعد في شهودنا له في نفس الأمر، ولا يقوم بالعمل بهذا العهد إلا كمل الرجال الذين يغلب عليهم حضور مع الله تعالى.


وقد بلغنا أن المنادي ينادي يوم القيامة ألا من أعطى شيئا لله فليأت به فيأتي الرجل بالثياب البالية والكسر اليابسة والأمور التي تزهدها النفوس، ثم ينادي ثانيا: ألا من أعطى شيئا لغير الله فليأت به فيأتي الرجل بالثياب الفاخرة والأطعمة النفيسة والأمور التي تهواها النفوس فيكاد الرجل من الحياء أن يذوب ويسقط لحم وجهه. وبالجملة فمعاملة الله تعالى تابعة لمعرفته كثرة وقلة.


فاسلك يا أخي على يد شيخ ناصح إن طلبت أن تعرف صفاء المعاملة مع الله تعالى، وإن لم تسلك كما ذكرنا فمن لازمك عدم صفاء المعاملة كما هو مشاهد فيمن يسأل الأغنياء بالله من الفقراء أن يعطوه رغيفا أو درهما فلا يعطونه، ويمر على نحو الألف نفس أو أكثر فلا يلتفتون إليه، ولو أنهم كانوا جالسين بحضرة ملك من ملوك الدنيا وسألهم أرذل الناس بحياة رأس الملك أن يعطوه رغيفا أو درهما لأعطوه المائة رغيف أو الدينار الذهب أو أكثر، مراعاة لوجه العظيم، فأيهما أعظم عند هؤلاء قدرا حينئذ: الله أو ذلك الملك؟ فانظر وتأمل في نقص إيمانك وقلة تعظيمك لله تعالى، يا أخي وتب واستغفر وتشهد، لتسلم الإسلام الكامل، فإن الله تعالى يعامل العبد بحسب ما في قلبه من التعظيم وغيره، ولو أن إنسانا قال السلطان أعظم عندي من الله تعالى لحكم الشرع بقتله أشر قتلة لكفره بعد إيمان فتأمل. {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.


روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. فذكر منهم ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) .


روى الترمذي واللفظ له والبيهقي وغيرهما مرفوعا: ( لما خلق الله الأرض جعلت تميد فأرساها بالجبال فاستقرت فعجبت الملائكة من شدة الجبال، فقالت: يا ربنا هل خلقت خلقا أشد من الجبال؟ قال: نعم الحديد، قالوا: فهل خلقت خلقا أشد من الحديد؟ قال النار؟ قالوا: فهل خلقت خلقا أشد من النار؟ قال: الماء قالوا: فهل خلقت خلقا أشد من الماء؟ قال الريح، قالوا: فهل خلقت خلقا أشد من الريح؟ قال: ابن آدم، إذا تصدق بصدقة فأخفاها عن شماله) .


وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا: (صدقة السر تطفئ غضب الرب) .


وروى الإمام أحمد والطبراني مرفوعا: (أفضل الصدقة ما كانت سرا إلى فقير أو جهدا من مقل، ثم قرأ: { إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} ).


وروى أبو داود وابن خزيمة في صحيحه مرفوعا: (ثلاثة يحبهم الله، فذكر منهم ورجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فمنعوه فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا الله) . والله تعالى أعلم." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس