عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #55
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على جلوسنا في مصلانا للذكر بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس وترتفع ونصلي ركعتين أو أربعا، وعلى جلوسنا بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.

ويلحق بالجلوس للذكر الجلوس لخير من علم شرعي أو إرشاد أو صلح بين الناس ونحو ذلك كما كان عليه فقهاء التابعين، فكان عطاء ومجاهد يقولان: المراد بذكر الله علم الحلال والحرام.

وقال مشايخ الصوفية: المراد بذكر الله تعالى أن يذكره بأسمائه الحسنى، وقد تبعهم على ذلك جمهور أهل الطريق الذين أدركناهم كسيدي علي المرصفي والشيخ تاج الدين الذاكر وغيرهما. فكان سيدي علي المرصفي يجلس بعد صلاة العصر يرشد الناس في أمورهم بقراءة كتب القوم كرسالة القشيري وعوارف المعارف ونحوهما من مؤلفاته، وكان سيدي الشيخ تاج الدين يجلس بعد صلاة العصر في قراءة البخاري وتفسير ما أشكل من ألفاظه إلى الغروب، وكان سيدي محمد الشناوي يجلس بعد العصر يذكر الله تعالى إلى الغروب وكذلك كان يذكر بعد الصبح بلا إله إلا الله حتى تطلع الشمس، فإن كان مسافرا ذَكَر ذِكْر المجلس هو وأصحابه وهو راكب حمارته رحمه الله، وكان سيدي محمد بن عنان يشتغل بالأوراد سرا من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس وينام بعد صلاة الوتر ثم يقوم يتهجد ويصلي الصبح، فلا يزال في قراءة حزب سيدي أحمد الزاهد حتى تطلع الشمس، ثم يشتغل بأوراد أخر إلى ضحوة النهار، وكان لا يلتفت لأحد كلمه في هذين الوقتين لإقباله على الله تعالى رضي الله عنه، وكان الشيخ نور الدين على الشوني يصلي العصر ثم يشتغل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغروب ويجلس كذلك بعد الصبح ثم يختم مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بمجلس ذكر.
فلكل شيخ حال بحسب ما أقامه الله فيه وبعضهم أقامه الله في المراقبة في هذين الوقتين من غير لفظ بذكر ولا بغيره، والسر في اشتغال العبد بالله في هذين الوقتين كون ذلك عقب تجلي الحق تعالى، وغالب الناس يقنع بما وقع له من مدد تجلي الثلث الأخير من الليل، وتجلي جمع القلوب على الحق تعالى في صلاة العصر مأخوذ من الضم كعصر الثوب من الماء فإذا فارق أهل الله تعالى ذلك التجلي حصل لهم زيادة شوق إلى الله تعالى حين أرخى بينه وبينهم الحجب بعد فراغ التجلي كما كان الأمر قبل التجلي فلما كان من الناس من ينسى الله تعالى بعد التجلي غار أهل الله تعالى من غفلة الناس عن ربهم فلذلك خص القوم تبعا للشارع هذين الوقتين بمجالس الذكر والخير، لكون ذلك يذكر الناس بالله تعالى.

وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: يفرق الله تعالى الأرزاق المحسوسة التي هي قوت الأجسام بعد طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس كرمح، ويفرق الأرزاق المعنوية التي هي قوت الأرواح من بعد صلاة العصر إلى الغروب. وسمعته أيضا يقول: إنما أمر الله تعالى نبيه بالصبر مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي تقوية لقلوبهم وتنشيطا لهم، إذا رأوه صلى الله عليه وسلم جالسا معهم ليحوزوا فضيلة هذين الوقتين العظيمين. فهذا ما حضرني الآن من سر تخصيص هذين الوقتين بذكر الله تعالى. {والله عليم حكيم}.

- روى الترمذي واللفظ له وقال حسن صحيح مرفوعا:(من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه ذلك في حرز من كل من مكروه وحرس من الشيطان ولم يتبع بذنب يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى)

وزاد في النسائي بيده الخير وزاد في رواية أخرى وكان به بكل واحدة عتق رقبة وزاد في رواية أخرى: ومن قالها حين ينصرف من صلاة العصر أعطى مثل ذلك في ليلته.

وروى أبو داود والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحارث بن مسلم التميمي: (إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك كتب الله لك حرزا من النار، وإن صليت المغرب فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك حرزا من النار)

وروى النسائي والترمذي وقال حديث حسن مرفوعا: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على أثر المغرب بعث الله له ملائكة مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح وكتب الله له بها عشر موجبات ومحي عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقاب مؤمنات).

وروى أبو يعلي والطبراني مرفوعا:(من قرأ كل صلاة مكتوبة عشر مرات: قل هو الله أحد دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين).
وروى ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن وذكر فيه أن من قالها بعد الصبح فمثل ذلك.

وروى ابن السني في كتابه مرفوعا:(من قال بعد الفجر ثلاث مرات، وبعد الظهر ثلاث مرات، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، كفرت عنه ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر)

وروى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقبيصة رضي الله عنه: (إذا صليت الصبح فقل ثلاثا: سبحان الله العظيم وبحمده تعافى من العمى والجذام والفالج). والله سبحانه وتعالى أعلم." اه
ـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس