عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2008
  #4
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

قال الله تعالى : (( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) سورة يونس /63 /.
اعلم أنّا بيّنا أنّ قوله تعالى : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ ) . ممَّا يقوِّي قلوبَ المطيعين ، وممَّا يكسرُ
قلوبَ الفاسقين ، فأتْبَعَهُ اللهُ تعالى بشرحِ أحوال المخلصين الصّادقين الصِّدِّيقين وهو المذكورُ في هذه الآية :
المسألةُ الأولى :اعلم أنّا نحتاج في تفسير هذه الآية إلى أن نبيِّن أنَّ الوليَّ مَنْ هو ؟ ، ثمَّ نُبيِّن تفسيرَ
نفي الخوفِ والحزن عنه . فنقول أنَّ الوليَّ من هو ؟ فيدلُّ عليه القرآنُ والخبرُ والأثرُ والمعقولُ .
أما القرآنُ فهو قوله تعالى في هذه الآية : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) فقوله : ( آمَنُوا) إشارةٌ إلى
كمال حال القوَّة النَّظريَة . وقوله : ( وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) إشارةٌ إلى كمال حال القوّة العمليّة .
وفيه مقامٌ آخر وهو أنْ يُحملَ الإيمانُ على مجموع الإعتقاد والعمل ثمَّ نصفُ الوليَّ بأنَّه كان متّقياً بالكلِّ .
أمّا التَّقوى في موقف العلم فلأنَّ جلال الله تعالى أعلى من أن يحيط به عقلُ البشر .
فالصِّدِّ يقُ إذا وَصَفَ اللهَ سبحانه وتعالى بصفةٍ من صفاتِ الجلال فهو يقدِّسُ اللهَ تعالى عن
أن يكون كمالُه وجلالُه مختَصرا ً على ذلك ، والمقدار الذي عرفه وصفه به .
وإذا عبد الله تعالى فهو يقدِّس الله تعالى عن أنْ تكون الخدمة لائقة بكبريائه فتقدِّره بذلك المقدار .
فثبت أنَّه أبداً يكون في مقام الخوف والتقوى .
وأمّا الأخبارُ فكثيرةٌ : روى عمرُ رضي الله عنه أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم قال : ( هم قوم ٌ تحابُّوا
في الله على غير أرحامٍ بينهم ولا أموالٍ يتعاطونها . فو الله إنّ وجوهَهم لنورٌ وإنَّهم لعلى منابرَ من
نورٍ لا يخافون إذا خافَ الناسُ ولا يحزنون إذا حزنَ النَّاس ، ثم قرأ هذه الآيه ) رواه ابو داود
وعن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( همُ الّذينَ يُذكَرُ اللهُ تعالى برؤيتهم ).
قال أهلُ التَّحقيق : والسببُ فيه أنّ مشاهدَتهم تُذكِّرُ أمرَ الآخرة لِما يُشاهَدُ فيهم من آيات الخشوع
والخضوع ولِما ذكر الله سبحانه في قوله : ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ).
وأما الأثر : قال أبو بكر الأصمّ رحمه الله تعالى : ( أولياءُ الله تعالى هُمُ الّذين تولّى الله هدايَتّهَم
بالبرهان وتولَّوا القيامَ بحقِّ عبوديَّةِ الله تعالى والدعوة إليه .
وأما المعقول : فنقول ظهر في علم الإشتقاق أنّ تركيبَ الواو واللام والياء يدلُّ على معنى القرب ،
فوليُّ كلّ شيءٍ ، هو الّذي يكون قريباً منه والقربُ من الله سبحانه وتعالى بالمكان والجهة محال .
فالقربُ منه إنّما يكون إذا كان القلبُ مستغرقاً في نور معرفةِ الله تعالى ، فإن رأى رأى دلائلَ
قدرةِ الله تعالى ، وإن سمعَ سمعَ آياتِ الله تعالى ، وإن نطق نطق بالثناء على الله تعالى .
وإن تحرَّك تحرّكَ في خدمة الله تعالى ، وإن اجتهد اجتهد في طاعة الله تعالى .
فهناك يكون في غاية القرب من الله تعالى . فهذا الشخصُ يكون وليّاً لله تعالى ، وإذا كان كذلك كان
اللهُ تعالى وليّاً له أيضاً كما قال الله تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) سورة البقرة 357 .
ويجب أن يكون الأمرُ كذلك لأنَّ القربَ لا يحصلُ إلا من الجانبين .
وقال المتكلمون : وليُّ الله تعالى من يكون آتياً بالاعتقاد الصحيح المبنيِّ على الدّليل
ويكون آتياً بالأعمال الصَّالحة على وفق ما وردتْ به الشريعة . _ تفسير فخر الرازي - ج 17- ص 103 _







-( العلماءُ مصابيحُ الأرض وخلفاءُ الأنبياء وورثة الأنبياء ) رواه ابن عديّ عن عليّ رضي الله عنه
وهو حديث صحيح كما قال الامام المناوي رحمه الله تعالى . كشف الخفاء -ج2- ص 10 .






- ( بينَ كلِّ صلاةٍ وآذانٍ صلاةٌ لمن شاء ) رواه البخاري رحمه الله تعالى .






-يا سائلي عن رسول الله كيف سها ____ والسهوُ من كلِّ قلبٍ غافلٍ لاهي
سهى عن كلِّ شي يسره ....


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-16-2011 الساعة 08:44 AM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس