من قبلها طبتَ في الظلالِ
لسيدي العباس رضي الله عنهم

قال ابن سيد الناس في كتابه ( مِنَحَ المَدْحْ ) روينا من طريق الطبراني : ثنا عبدان بن أحمد وأحمد بن عمر , والبزار ومحمد بن موسى بن حماد البربري , قالوا : ثنا أبوالنسكين زكريا بن يحيى , حدثني عم أبي زهيرٍ بن حصيم عن جده حميد بن منهب قال : قال خُريم بن أوس : كنّا عند النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال له عمه العباس : يا رسول الله إنّي أريدُ أن أمتدحك . فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : { قلْ لا يفضُضِ الله ُ فاك } فأنشأ يقول :


1 من قبلها طبـتَ فـي الظـلالِ وفـي
مُسْتـوْدَعٍ حيـث يُخصـفُ الــورقُ
2 ثــم هَبَـطْـتَ الـبـلادَ لا بـشـرٌ
أنــت ولا مُـضْـغَـةٌ ولا عَـلَــقٌ
3 بـل نطفَـةٌ تركـب السفيـنَ وقــد
ألْـجَـمَ نَـسْـراً وأهــلاهُ الـغَـرَقُ
4 ينتقـلُ مـن صالـبٍ إلــى رحــمٍ
إذا مـضـى عـالَـمٌ بــدا طَـبَـقُ
5 حتى احْتَـوى بيتَـك المهيمَـن مـن
خُنْـدُفٍ علـيـاءَ تحتـهـا النُـطُـقُ
6 وأنـت لمّـا وُلــدتَ أشـرقـت الأر
ضُ فـضـاءت بنـورِهـا الأفـــقُ
7 فنحن في ذلـك الضيـاء وفـي الـنّـ
ـورِ وسُـبْـلِ الـرشـادِ نَخْـتـرِقُ





(1) حيث يخصف الورق :أي في الجنّة حيث خصف آدم وحواء عليهما السلام ( لسان العرب ).
(2) في سيرة ابن كثير 4/51 ولا نطفة .
(3) نسر : يريد الصنم الذي كان يعبده قوم نوح .
(4) أراد بالصالب الصُلب . ويقال للظهر صلب . أي من صلب الرجل إلى رحم المرأة . وفي طبقات ابن سعد 3/321 : قال عمر بن الخطّاب للعباس بن عبد المطلب يا أبا الفضل كم بقي علينا من النجوم ؟ وقال عمر للعباس : اغدُ غداً إن شاء الله . قال فلمّا ألح عمر بالدعاء أخذ بيد العباس ثم رفعها وقال : اللهم إنّا نتشفع بعم نبيك أن تُذهب عنّا المحل وأن تسقينا الغيث . فلم يبرحوا حتى سقوا وأطبقت السماء عليهم أيّاماً .
(5) النُطُق : جمع نطاق وهي أعراض من جبال , بعضها فوق بعض , أي نواحٍ وأوساط منها شبهت بالنطق التي يشعر بها أوساط الناس , ضربه مثلاً في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته , وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال , أراد ببيته شرفه ,والمهيمن نعته أي احتوى شرفُك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسب خُنْدُف ( لسان العرب ) .
(7) تخترق : من اخترَقَ بمعنى تخلل ( لسان العرب ) .


نقلا عن منتديات روض الرياحين