عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #12
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الرجال في معرفة الأسماء


"الرجال في معرفة الأسماء الإلهية على ثلاث مراتب عليَّة (1) :-


الأولى: مرتبة التعلُّق: وهي أن يتعلَّق قلبك بها حُبّاً وشوقاً، وذكرا.

المرتبة الثانية:التخلُّق: وهي إشراق أنوار الأسماء حتى يتخلَّق العبد بخلق مولاه، ويظهر عليه ضياه، فتراه صبوراً، شكوراً، رحيماً، كريماً، حليماً، حكيماً في أعماله وأقواله. من رآه أحبَّه لظهور حلل سيده البهية... .

المرتبة الثالثة: التحقُّق: بمعاني الأسماء، والفناء الكلي عند سطوع الضياء، وهذا العبد تنفعل له الأشياء بدون اختياره، لأن مولاه غيَّبه في أنواره... .


فأول السير التعلُّق بمعاني الأسماء الحسنى، والإكثار من ذكرها، ومراقبة ما يرد على القلب من نورها، حتى يصير مجملاً بالأخلاق ، فانياً في الخلاَّق. ثم تنبلج له أسرار التحقُّق، وحكمة الاختصاص والتعشُّق، وتتجلَّى أسرار الخلاَّق في الإنسان، ويعيش في ظل الكريم الرحيم الحنَّان.


فقد ورد في صحيح السنة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن لله رجالاً يظلهم في ظله) (2) .


فكل شيء سوى الله باطل، والكون في الحقيقة خيالٌ زائل، فمتى شاء الحق - سبحانه - أن يكرم عبداً أشرق عليه أنوار الأسماء فانمحى منه كل باطل، وكوشف بحقائق الأشياء... .


فإذا تجلَّت لك أنوار أسمائه "الموفق، المعين" رأيت كل عباداتك إنما هي منه وإليه بيقين (3) ... .



================== الحاشية ======================

(1) : اعلم أن أسماء الله الحسنى كلها تصلح للتعلق، والتخلق، والتحقق.

فالتعلق: طلب حصول معنى ذلك الاسم. والتخلق: المجاهدة في العمل الذي يحصل ذلك المعنى. والتحقق: حصوله ورسوخه في القلب حتى يتمكن منه، ولايتخلف عنه في الغالب. ذكر ذلك سيدي ابن عجيبة في شرحه الكبير لتفسير الفاتحة المسمى بالبحر المديد ، تحقيق كاتب هذه السطور عفا الله عنه بمنِّه وكرمه.


(2) يشير رضي الله عنه إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف :" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال "إني أخاف الله رب العالمين"، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ". رواه مالك الترمذي عن أبي هريرة. و أبي سعيد أحمد في مسنده ومتفق عليه [البخاري ومسلم] والنسائي عن أبي هريرة صحيح مسلم عن أبي هريرة و أبي سعيد معا.


(3) : كما قال سيدي ابن عطاء الله السكندري – رضي الله عنه وأرضاه في إحدى حكمه الجليلة:" إذا أراد أن يظهر فضله عليك ، خلق ونسب إليك .

قال سيدي أحمد بن عجيبة في شرحه:"أي إذا أراد الله سبحانه أن يظهر فضله وإحسانه عليك _ أيها المريد _ خلق العمل الصالح فيك ونسبه إليك على ألسنة العبيد؛ بأن يطلق ألسنتهم بأنك مطيع. فينبغي لك أن تشهد هذا الفضل العظيم، وتستحي من مولاك الكريم ، لتتأدب.

يقول سهل بن عبد الله رضي الله عنه: إذا عمل العبد حسنة وقال: يا رب أنت بفضلك استعملت، وأنت أعنت، وأنت سهلت. شكر الله تعالى له ذلك، وقال له: "يا عبدي بل أنت أطعت، وأنت تقربت". وإذا نظر إلى نفسه، وقال: أنا عملت، وأنا أطعت، وأنا تقربت. أعرض الله تعالى عنه ، وقال: "يا عبدي ، أنا وفقت، وأنا أعنت، وأنا سهَّلت". وإذا عمل سيئة وقال: يا رب، أنت قدرت، وأنت قضيت، وأنت حكمت. غضب المولى عليه، وقال له: يا عبدي بل أنت أسأت وأنت جهلت ، وأنت عصيت. وإذا قال : يا رب، أنا ظلمت، وأنا أسأت، وأنا جهلت. أقبل المولى عليه، وقال: يا عبدي ، أنا قضيت، وأنا قدرت، وقد غفرت وحلمت وسترت ." اهـ58




(يتبع إن شاء الله تعالى ...)
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس