الموضوع: لواعجُ الصحراء
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2010
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
لواعجُ الصحراء

لواعِجُ الصحراء

عودي على العُشّــــــــاقِ بالسَــرّاءِ
أنتِ المُنى يا ليلــــــةَ الإســــــــــــراءِ
هاجت رِمالُ الشوقِ في صحرائنــــا
أَوَ تُسكنينَ لواعِجَ الصحــــــــــــراءِ؟
ها قد بكت وجْــداً وطالَ نحيبُهـــــــــا
شَوقاً إلى لُمَحِ السَـنـــا الغَـــــــــــرَّاءِ
نارُ المَحَبَّــــــةِ لا انطفاءَ لِحَرِّهــــــــا
ما دام ذو الأشواقِ في الأحيــــــــاءِ
ماءُ الوصالِ يَزيد في وَقْـــدِ الجَوى
والهجرُ يُذْكي حُرقَةَ الأحشــــــــــاءِ
سِيّان عنــــــــــــدي ماؤها ولهيبُهــا
فكلاهما في ، الحُبِّ ، سِرُّ بقــائي
ولنـــــــا على دَلِّ الحبيبِ صَبابــــةٌ
أَنـــــــــــدى على قلبي من الأنــداءِ
لله نارُ الشوقِ ،كــــــم ذا أحـرقــتْ
كبــــــــدي فبدَّدَ حَرُّهـــا أهــــــوائي
والهجرُ جمرٌ في الضلوع وزَفْــرةٌ
لكنَّــــــه ، عنـــــــدي ، زُلالُ المــاءِ
مادُمتُ في كَنَف الحبيب فهجـرُه
كوصاله ، سعــــــــدي وسرُّ هَنـائي
يكفي المحِبَّ بأنَّ لاسمِهِ عنــدهــم
ذِكراً ، وإنْ في آخِرِ الأسْـمَــــــــــاءِ
* * *
حنَّ الحبيبُ إلى الحبيبِ فخَصَّــــــه
بالقربِ حتى اجتــــــــاز كلَّ عــلاءِ
ناداه والسبْـــــــعُ الطِبــــاقُ مـــلائكٌ
مُتَلَـهِّفونَ لوجهِـــــــــــهِ الوضّــــــاءِ
أَحُرِمْتَ في الأرضِ النصيرَ فهاهمُ
جُنْدُ السَمـا في جملــــــــةِ النُصَراءِ
أَعُدِمْتَ في الأرضِ الحَفيَّ فرُسـلُنا
بك مُحْتَفون رضـــــًا بكلِّ سَـمَــــاءِ
أَخُذلتَ ما بين العبـــادِ ؟ فهــــذه
رُتَبُ العَــلاءِ وسُــــدَّةُ العَلْيــــــــــاءِ
قَصُرتْ خُطا جبريـلَ دون بُلوغِها
ومضيتَ حيثُ بلغتَ كلَّ سَنــــــــاءِ
مــــا ثَـمَّ مـــــا بـــين الحِبيبِ وحِبِّهِ
أحَدٌ فطِبْ نَفْســـــــاً (أبا الزهــراءِ)
أُعطيتَ ما لم يُـعْـطَـــــــهُ أحَدٌ ولا
سارتْ إليْـــــــــه ركائـبُ العُظَمَــاءِ
موسى كليــــــــــــمُ اللهِ خَرَّ بنظرةٍ
صَعِقاً ودُكَّ الطُورُ في سينـــــاءئي
ودَنَـوْتَ حتّى ليس ثَمَّةَ مَطْمَـــــعٌ
لِسِواكَ عند السِدْرَةِ العَصْمَـــــــــاءِ
ولكَ الشفاعـــةُ بالخلائقِ جُملــــــةً
من بعدِ ما يَئسوا من الشُفَعـــــــاءِ
والحَوضُ حوضُكَ فاسْقِ منهم مَنْ تَشا
فالـكلُّ في ظَمَأٍ وفي وعَثــــــــــــــاءِ
يا سيِّــــدَ الشُفَعاءِ حَسْــــــبيَ أَنّني
بك مؤمنٌ قلبي وفيــــــــــــكَ وَلائي
لا مِـنَّةً منّي ولكن نِعْمَــــــــــــــــــــةٌ
لكمُ عليَّ كسائــرِ النَعْـمَــــــــــــــــاءِ
وإذا الكريمُ عليك جاد فـــــــلا تَخَفُ
سَلْباً ؛ فمَا هي عادةُ الكُرَمــــــــاءِ
بل أوَّلُ الغيثِ العَميمِ فبعدَهـــــــــا
ستَرى تَتابُـــــعَ نِعْمَةٍ وسـخــــــــاءِ
فالبَرُّ مَن أَغْنى وأَقْنى بِــــــــــــــرُّهُ
وسواكَ مَن يا صـــــاحبَ الإسْراءِ
قد عاد كعبٌ مِن نَــــــــداكَ ببردةٍ
أغلى من البيضــــاءِ والصَفـــراءِ
لو كنتَ تَملُكُ غيرَهـــــــــا لوَهَبْتَــهُ
أَعظِمْ بها من سيِّـــــــــدٍ مِعْطـــــاءِ
أغنيتَ كلَّ المادحين وهــــــــــــا أنا
في باب جُودِكَ آخـــــــــرَ الشعراءِ
* * *
يا صاحبَ الإسراءِ أيَّــــــــةُ حُجَّةٍ
للقاعـــــــــدين بنا وأيُّ حيــــــاءِ ؟
والمسجـــدُ الأقصى يئنُّ ويشتـكـي
صَلَفَ اليهودِ وذِلَّـــــــــــــةَ العَرْباءِ
طالتْ شِكايَتُه ولا من سامـــــــــــعٍ
نادى .. ولا مَن يَرْعَوي لِنــــــــداءِ
عَقَدوا الصَليبَ بهيكلٍ زَعَمُوهُـمَا
وسَرَوا إلى مَسْراكَ في خُيَـــــــلاءِ
عــــــاد التتارُ ! فمَا التتارُ بِلُؤْمهم
فازَّلْزَلي يا قُـدسُ باللُّـــــؤمــــــــاءِ
واسترجِعي بغـــــدادُ نخوَةَ عــامرٍ
وابنِ الوليـــــــــدِ وسائرِ العظَمــاءِ
وهُـــــــمُ الغُزاةُ فَمَزِّقي أَجسادَهـم
ما شُيِّدتْ بغـدادُ للسفهـــــــــــــــــاءِ
لم تُـتَّخَـذْ بغــــــدادُ وَكْرَ جَنــادبٍ
بلْ مَسْرحــــــاً للنُبلِ والنُبَـــــــــلاءِ
* * *
يا قُـبَّةَ الأَقصى وحُرمَةِ مَن سَرى
ليلاً إليكِ ، وحُرمَــــــــةِ الإســراءِ
مـــــازِلْتِ مَهْوى القلبِ قِبلَتَنا ومــا
زِلْنا غَداةَ الروعِ أَهْــلَ وفـــــــــاءِ
متَعَطِّشونَ إلى الـشَهادةِ ، إنَّمـــــــــا
مَن ذا يَقودُ جَحـــــافِلَ الشُهَــداءِ؟
يا ربِّ هَّيِّئْنــــــــــــــــــا و هَيِّئْ قادةً
للرافضينَ تَزَلُّـــــفَ الجُـبَـنـــــــــاء
*****
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس