عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #56
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"ومتى ذكرت اسمه تعالى"الرحيم" وأنت مستحضر رحمته ‏بك وبالعالم، انجذب قلبك إلى التخلُّق بأخلاق حبيبك ‏سبحانه وتعالى، وعند ذلك تلبس حلةً إلهية، نورانيَّةً، مفاضةً ‏من الحضرة القدسية، وهي أن يكتبك الله عنده رحيماً؛ ‏والرحيم هو "الله" وأنت لابس حلَّة "الرحيم" فيحبّك الله لهذا ‏المعنى الذي منه، وإن ملائكة اسماء تتنـزَّل لزيارة صاحب ‏الخلق الإلهي، لأنه لبس حلَّة سيده، وتجمَّل بجمال موجدِه. ‏


والذي لبس هذه الحُلَّة في الظاهر والباطن هو سيد المرسلين ‏صلى الله عليه وآله وسلم.‏


فقد صرَّح القرآن بقوله:‏{ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ‏} (1)‏ ‏ ‏.‏


فقد جمله الله باسمين من أسمائه ليدلَّ الخلق على دليل ‏عطائه، وكيف لا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله ‏وسلم يرحم المنافقين، ويبكي أسفاً على ضياعه من ويرحم ‏الكافرين، ويدعو لهم بالهدى مع التوالي عليه بالإيذاء (2) ‏.‏


وقد سرت رحمته إلى الحيوان المذبوح؛ فكلَّفنا بأننا "نحدُّ ‏السكين، ونذبحه بعيداً عن أخواته، ونريحه حال الذبح، ولا ‏نريه السكين قبل الذبح!!!"‏ (3) ‏.


وسرت رحمته إلى من عليه جناية، أو يستحق القتل؛ بأننا ‏لا نمثِّل به، ولا نشوِّهه، ولا نحرقه بالنار.‏


‏ فالثعبان وهو عدوُّنا لا نحرقه بالنار، والمشرك الأسير لا ‏نمثِّل به ولا نشوِّهه (4) ‏.‏


فالقلب العامر بالرحمة صار بيتاً معموراً بأسرار "الرحيم".‏


قال الإمام ابو العزائم رضي الله عنه:‏




هي الأخلاق أسرار المعالي = تُفاضُ علىأولي الهِمَم العوالي
ترى الإنسان إنساناً عياناً = وتشهده بها نور المثالي

1
2هـي الأخـلاق أسـرار المعـالـي تُفاضُ علىأولي الهِمَم العوالي
تـرى الإنسـان إنسـانـاً iiعيـانـاً وتشـهـده بـهـا نــور iiالمثـالـي



فالإنسان المتخلِّق بأخلاق الله هو المثل الأعلى لسيِّده، ‏يتجلَّى له معنى:‏‎ { نورٌ على نور} ، فنور الرحمة في قلبه أشرقه ‏عليه نور"الرحيم" في قربه، فرفعه فوق الملائكة قدرا، وأحيا له ‏بين العالمين ذكرا.‏" اهـ


اقتباس:========================== الحاشية =====================


(1) ‏: سورة التوبة – الآية 128.‏

(2) ‎ ‎‏: إذا كان هذا خلقه مع أهل الكفر والنفاق فما بالك بالمسلمين الموحدين؟!. ألا ‏فليسمع أولئك الذين ما تركوا عبداً من عباد الله المسلمين إلا وأعطوه شهادة الشرك ‏والتضليل والتبديع والتكفير لأدنى شبهة، أو أقل خطأ غير مقصود، وذلك دون خوف ‏ولا وجل ولا حياء من الله تعالى، بل وجراءة ووقاحة ولؤم ما عرفنا بعضه منهم على ‏أهل الفسق والمعصية والزندقة، شيئاً من الحياء يا عباد الله، وبعضاً من العدل ‏والانصاف، والخوف من رب العزة والجلال، ومقام سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله ‏وسلم، وحفظاً لحرمة الأولياء وعباد الله من العباد والزهاد يا أيها العقلاء، العلماء، ‏الـ...... ‏

(3) ‎ ‎‏: كما جاء في الحديث النبوي الشريف عَنْ شَدّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ ‏رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: "إنّ اللّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ. فَإذَا ‏قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ. وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذّبْحَ. وَلْيُحِدّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ. فَلْيُرِحْ ‏ذَبِيحَتَهُ". قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: أما القتلة فبكسر القاف وهي ‏الهيئة والحالة. قال: ويستحب أن لا يحد السكين بحضرة الذبيحة، وأن لا يذبح واحدة ‏بحضرة أخرى، ولا يجرها إلى مذبحها، وقوله صلى الله عليه وسلم: (فأحسنوا القتلة) ‏عام في كل قتيل من الذبائح والقتل قصاصاً وفي حد ونحو ذلك، وهذا الحديث من ‏الأحاديث الجامعة لقواعد الإسلام والله أعلم.‏

(4) ‎ ‎‏: روى الإمام مسلم في صحيحه : ( الحديث رقم 1731) عن سليمان ابن بريدة، عن ‏أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أمر أمير على جيش أو سرية، ‏أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا. ثم قال (اغزوا باسم الله. وفي ‏سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا ‏وليدا. وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال (أو خلال). فأيتهن ‏ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. ثم ادعهم إلى الإسلام. فإن أجابوك فاقبل منهم ‏وكف عنهم. ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين. وأخبرهم أنهم، إن ‏فعلوا ذلك، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. فإن أبوا أن يتحولوا منها، ‏فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين. يجري عليهم حكم الله الذي يجري على ‏المؤمنين. ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء. إلا أن يجاهدوا مع المسلمين. فإن ‏هم أبوا فسلهم الجزية. فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. فإن هم أبوا فاستعن ‏بالله وقاتلهم. وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه. فلا ‏تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه. ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك. فإنكم، أن ‏تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله. وإذا ‏حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله. ‏ولكن أنزلهم على حكمك. فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا).‏ " اهـ 4/236


(يتبع إن شاء الله تعالى.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس