عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2010
  #1
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي إذا حضر مثل هذا الرجل فلا تسألوني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وسألته رضي الله عنه يوما فقلت له: هذه العلوم التي تبرز منكم وتتكلمون بها، هل تحتاجون فيها إلى قصد واستعمال أم لا؟
فقال رضي الله عنه: إن الولي الكامل غائب في مشاهدة الحق سبحانه وتعالى لا يحجب عنه طرفة عين، وظاهره مع الخلق، فيستعمل الحق سبحانه ظاهره مع القاصدين بحسب ما سبق لهم في القسمة، فمن قسم له منه رحمة أطلق عليه ذلك الظاهر وأنطقه بالعلوم وأظهر له ما لا يكيف من الخيرات، ومن أراد به سوءا ولم يقسم له على يده شيئا أمسكه عنه وحجبه عن النطق بالمعارف.
قال رضي الله عنه: وما مثلت الولي مع القاصدين إلا كحجر بني إسرائيل، فإذا كان بين يدي أولياء الله تعالى انفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وإذا كان بين أعدائه تعالى لا تخرج منه ولا قطرة واحدة.
قلت: وقد شاهدت هذا المعنى في الشيخ رضي الله عنه مرارا، فإذا حضر بين يديه بعض من لا يعتقده لا تخرج منه ولا فائدة واحدة، ولا يقدر على التكلم بشيء من العلوم اللدنية والمعارف الربانية حتى يقوم ذلك الشخص، ويوصينا ويقول: إذا حضر مثل هذا الرجل فلا تسألوني عن شيء حتى يقوم. وكنا قبل الوصية جاهلين بهذا الأمر، فنسأل الشيخ ونريد أن نستخرج منه النفائس والأسرار الربانية كي يسمعها الرجل الحاضر فيتوب، فإذا سألناه رضي الله عنه حينئذ وجدناه كأنه رجل آخر لا نعرفه ولا يعرفنا، وكأن العلوم التي تبدو منه لم تكن له على بال أبدا، حتى ذكر لنا السبب ففهمنا السر، والحمد لله رب العالمين.



من كتاب الابريز


__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس