من كتاب “التربية والتعليم في الإسلام”
نجد في بعض الأخبار التي وقفنا عليها أن المسلمين كانوا يعلّمون أبناء أهل الكتاب في مكاتبهم، وقد مر بنا أن الخليفة المتوكل على الله العباسي منع من تعليم أبناء أهل الذمة مع أبناء المسلمين، وكذا الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي بمصر .
ومر بنا أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه استدعى جفينة النصراني من الحيرة ليعلم أولاد المسلمين القراءة والكتابة .
كان أهل الكتاب يشاركون المسلمين في الدراسة عند بعض العلماء، وممن درس على المسلمين منهم: الطبيب يحيى بن عيسى بن جزلة النصراني البغدادي المتوفى سنة 473ه، قرأ المنطق على أبي علي بن الوليد شيخ المعتزلة . وشرح له أبو علي الإسلام، ودعاه الله، فأسلم، وأوقف كتبه في مشهد الإمام أبي حنيفة . ويعقوب البرطلي - مطران دير مار متى - سنة 639ه (1241م) درس المنطق والفلسفة بالعربية على الفيلسوف كمال الدين بن يونس، والحكيم ثاذري الأنطاكي اليعقوبي: هاجر إلى الموصل، وقرأ على كمال الدين بن يونس مصنفات الفارابي وابن سينا، وحل أوقليدس والمجسطي، ثم عاد إلى أنطاكية، ولم يطل المكث فيها لما رأى في نفسه من التقصير في التحصيل، فعاد مرة ثانية إلى الشيخ ابن يونس .
من كتاب “التربية والتعليم في الإسلام”
لسعيد الديوه جي
إعداد: محمد صالح القرق
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات