عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي مريم ابنة عمران اصطفاها الله على نساء العالمين

نساء خلدهن التاريخ ... مريم ابنة عمران اصطفاها الله على نساء العالمين
السيد عبدالرؤوف



كرمها الله أعظم تكريم، واصطفاها وطهرها واصطفاها على نساء العالمين ونفخ فيها من روحه لتنجب نبيا ورسولا من الصالحين. وجعلها وابنها آية إلى يوم الدين.

إنها مريم ابنة عمران وفي نسبها قال محمد بن إسحاق مؤرخ سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن عمران أبي مريم: هو عمران بن باشم بن آمون بن ميشا بن حزقيا بن احريق بن موثم بن عزازيا بن امصيا بن ياوش بن احريهو بن يازم بن يهفاشاط بن ايشا بن ايان بن رحبعام بن سليمان بن داود عليهما السلام. وقال أبو القاسم بن عساكر: مريم بنت عمران بن ماثان بن العازر بن اليود بن اخنر بن صادوق بن عيازوز بن الياقيم بن ايبود بن زريابيل بن شالتال بن يوحينا بن برشا بن امون بن ميشا بن حزقا بن احاز بن موثام بن عزريا بن يورام بن يوشافاط بن ايشا بن ايبا بن رحبعام بن سليمان بن داود عليهما السلام.

وأياً كان الخلاف بين الترجمتين فكلتاهما يرجح نسبها إلى سليمان بن داود عليهما السلام. “وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه. وكانت أمها حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات”.

وكان زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم اشياع في قول الجمهور وقيل زوج خالتها أشياع (قصص الأنبياء للإمام الحافظ ابن كثير الدمشقي: ص 389 390).

وكما يقول محمد بن إسحاق وغيره كانت أم مريم عاقرا لا تلد. فرأت يوما طائرا يزق فرخا له، فتاقت نفسها للولد. فنذرت لله إن حملت ولدا لتجعلن ولدها محرراً أي صبيا في خدمة بيت المقدس. فحاضت من فورها، فلما طهرت واقعها زوجها فحملت في مريم عليها السلام فلما وضعتها جعلتها في خدمة بيت المقدس.

وفي ذلك يقول الله عز وجل “إِن اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُريةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَب إِني نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرراً فَتَقَبلْ مِني إِنكَ أَنتَ السمِيعُ الْعَلِيمُ، فَلَما وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَب إِني وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذكَرُ كَالأُنثَى وَإِني سَميْتُهَا مَرْيَمَ وِإِني أُعِيذُهَا بِكَ وَذُريتَهَا مِنَ الشيْطَانِ الرجِيمِ، فَتَقَبلَهَا رَبهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفلَهَا زَكَرِيا كُلمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إن اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” (آل عمران: 33 37).

كفالة زكريا


استجاب الله عز وجل لدعاء هذه الأم الصالحة وتقبل منها نذرها وحين وضعتها لفتها في خروقها وذهبت بها إلى المسجد الأقصى وسلمتها إلى العباد الأحماد المقيمين فيه فتنازعوا فيمن يكفلها وكان زكريا راغبا أشد الرغبة في هذه الكفالة فاتفقوا على أن يقترعوا بأن يلقي كل منهم قلمه، ثم حملوها ووضعوها في موضع، وأمروا غلاما صغيرا فأخرج واحدا منها فكان قلم زكريا. فأعادوا الاقتراع بإلقاء أقلامهم في النهر فمن جرى قلمه على خلاف جريان الماء كانت له كفالتها فكان قلم زكريا هو الذي جرى على خلاف جريان الماء. فطلبوا الاقتراع مرة ثالثة بإلقاء أقلامهم في النهر فمن جرى قلمه على سواء جريان الماء كان الفوز من نصيبه فلما فعلوا جاءت القرعة لصالح زكريا عليه السلام.

وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: “ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ” (آل عمران: 44). واختار زكريا لمريم مكاناً قصياً في المسجد لا يدخله أحد سواه وفي هذا المكان كانت مريم تعيش تذكر الله، وتتعبده وتقوم بما يجب عليها من الخدمة في وقتها. وكان زكريا رجلا فقيرا. وكان يعولها في حدود ما تسمح به قدراته غير أن الله عز وجل تكفل بزرق مريم وكان رزقه كريما واسعا: “كُلمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إن اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” (آل عمران: 37). ذلك أنه كان يدخل عليها في الصيف فيجد عندها فاكهة الشتاء ويدخل عندها في الشتاء فيجد لديها فاكهة الصيف، فكان ذلك من عجائب الله.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس