عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009
  #100
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: مسابقة في سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام نرجوا منكم المشاركة

ركزت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون عند مسجد الفتح. ثم نهض والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله, حتى دخل المسجد. فأقبل إلى الحجر فاستلمه. ثم طاف بالبيت. وفي يده قوس, وحول البيت وعليه, ثلاثمائة وستون صنماً. فجعل يطعنها بالقوس, ويقول: (( جاء الحق وزهق الباطق. إن الباطل كان زهوقاً. جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد)) والأصنام تتساقط على وجوهها.
وكان طوافة على راحلته, ولم يكن محرماً يومئذ, فاقتصر على الطواف.
فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة, فأخذ منه مفتاح الكعبة. فأمر بها ففتحت. فدخلها. فرأى فيها الصور, ورأى صورة إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام . فقال : (( قاتلهم الله, والله إن استقسما بها قط)) وأمر بالصور فمحيت.ثم أغلق عليه الباب, هو وأسامة, وبلال. فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب. حتى إذا كان بينه وبينه ثلاث أذرع وقف وصلى هناك. ثم دار في البيت, وكبر في نواحيه, ووحد الله. ثم فتح الباب, وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً, ينظرون ماذا ينصع بهم؟ فأخذ بعضادتي الباب, وهم تحته. فقال: (( لا إله إلا الله وحده لا شريك له. صدق وعده. ونصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده. ألا كل مأثرة, أو مال, أو دم, فهو تحت قدمي هاتين, إلا سدانة البيت, وسقاية الحاج. ألا وقتل الخطأ شبه العمد- السوط والعصا- ففيه الدية مغلظة, مائة من الإبل, أربعون منها في بطونها أولادها, يا معشر قريش, إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية, وتعظمها بالآباء. الناس من آدم , وآدم من تراب)) ثم تلي هذه الآية: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير).
ثم قال: (( يا معشر قريش, ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً, أخ كريم, وابن أخ كريم. قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم, أذهبوا فأنتم الطلقاء)).
ثم جلس في المسجد, فقام إليه علي- ومفتاح الكعبة في يده- فقال: يا رسول الله, اجمع لنا الحجابة مع الساقية . صلى الله عليك. فقال صلى الله عليه وسلم: (( أين عثمان بن طلحة؟ فدعي له, فقال: هاك مفتاحك يا عثمان, اليوم يوم بر ووفاء)).
وأمر بلال أن يصعد على الكعبة فيؤذن- وأبوا سفيان بن حرب, وعتاب بن أسيد, والحرث بن هشام, وأشراف قريش جلوس بفناء الكعبة- فقال عتاب: لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون سمع هذا. فقال الحرث: أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته. فقال أبو سفيان: لا أقول شيئاً, لو تكلمت لأخبرت عني هذا الحصبا. فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: (( قلد علمت الذي قلتم)) ثم ذكر ذلك لهم. فقال الحرث وعتاب: نشهد أنك رسول الله. والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا. فنقول: أخبرك.
ثم دخل صلى الله عليه وسلم دار أم هانيء فاغتسل. وصلى ثمان ركعات, صلاة الفتح. وكان أمراء الإسلام إذا فتحوا بلداً صلوا هذه الصلاة.
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس