عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #19
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"ومن عرف ذلك، دخل في رياض الأسماء، وصارت الجنة ‏عنده وراء الوراء، لأنه ينجذب بالكلية إلى الله (1) ، ويستغرق في ‏أنوار جماله ورضاه. ومَن عَبَدَ الله لذاته: فهو من أهل الكمال، ومن العُبَّاد أهل الشمائل والصفات، وهم كثيرون، ولهم في ‏الوجود تصرُّفات وشئون تكثر لهم الكرامات، وتلتفُّ حولهم ‏المخلوقات.


أما عبد الذات: فلا يهمُّه إقبال الخلق وإدبارهم، ‏فهنيئاً لمن رآهم، أو رأى من رآهم. ومن حكمة الله تعالى: أنه ‏منح المرسلين عطايا لو نالها العلماء لما طاقوا البقاء في دار ‏الحجاب،فلا يسع العلماء إلا التسليم والإيمان بالغيب، ‏والاستسلام.


وللعلماء الواصلين علوم وأسرار ، لا يتحمَّلها ‏السالكون ولو كشفت لهم ما استطاعوا لأنهم قاصرون. ‏وللسالكين معارف ولطائف لا يعرفها العامة، لأنهم بمنـزلة ‏الأطفال، وليس لهم قدم في أحوال الرجال. فالحق يواجه كل طبقة ‏بما يناسبها من أنوار أسمائه، ويمد الكل من فضله، وفيض عطائه.‏




اقتباس:============= الحاشية ====================


(1) ‎ ‎‏: لأنه:" ما أرادت همة سالك أن تقف عندما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقيقة : ‏الذي تطلب أمامك ، ولا تبرجت له ظواهر المكونات إلا ونادته حقائقها : ‏{ إِنَّمَا ‏نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ‏}‏ .قال سيدي ابن عجيبة في الإيقاظ:"أي ما قصد سالك؛ أي ‏سائر إلى الله تعالى ، أن يقف بهمته عندما كشف لها من الأنوار والأسرار في أثناء ‏السير ظناً منه أنه وصل إلى النهاية في المعرفة ، إلا ونادته هواتف الحقيقة؛ جمع هاتف وهو ما يُسمع صوته ولا يرى شخصه . أي: قالت له بلسان الحال : الذي تطلب ‏أمامك ، فلا تقف. ‏" اهـ81‏




(يتبع إن شاء الله تعالى ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس