إعداد: محمد صالح القرق
عن العرب، وتفاخرهم بالقيم الرفيعة والمثل العليا، يقول لسان الدين بن الخطيب: “العرب لم تفتخر قط بذهب يجمع، ولا ذخر يرفع، ولا قصر يبنى، ولا غرس يجنى . . إنما فخرها عدو يغلب، وثناء يجلب، وجزر تنحر، وحديث يذكر، وجود على الفاقة، وسماحة بحسب الطاقة . فقد ذهب الذهب، وفني النشب، وتمزقت الأثواب، وهلكت الخيل العراب، وكل الذي فوق التراب تراب . وبقيت المحاسن تروى وتنقل، والأعراض تجلى وتصقل”. ويقول ابن المقفع: “إن العرب حكمت على غير مثال مثل لها، ولا آثار أثرت، أصحاب إبل وغنم، وسكان وشعر وأدم، يجود أحدهم بقوته، ويتفضل بمجهوده، ويشارك في ميسوره ومعسوره، ويصف الشيء بعقله فيكون قدوة، ويفعله فيصير حجة، ويحسن ما شاء فيحسن، ويقبح ما شاء فيقبح . أدبتهم أنفسهم، ورفعتهم هممهم، وأعلتهم قلوبهم وألسنتهم فمن وضع حقهم خسر، ومن أنكر فضلهم خصم”. وعن حضارة العرب وتسامحهم يقول سعد بن محمد:

ملكنا فكان العفو منا سجية

فلما ملكتم، سال بالدم أبطح

وحللتمو قتل الأسارى، وطالما

غدونا على الأسرى نمنّ ونصفح

فحسبكمو هذا التفاوت بيننا

وكل إناء بالذي فيه ينضح

من مقال للشاعر فاروق شوشة

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات