عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي أفاميا مدينة سادت ثم بادت



أفاميا مدينة سادت ثم بادت



عمر مهملات


تقع أفاميا في مفترق الطرق بين حلب واللاذقية ودمشق وهي تتبع قرية قلعة المضيق‏

تاريخها:‏

افاميا اسم لحاضرة سورية قديمة أنشأها سليقوس نيكاتور وأطلق عليه اسم زوجته اباميا‏

ولكن تاريخاً يعود إلى العصور الحجرية القديمة فيما قبل التاريخ ولقد تأكد خلال الحفريات التي تمت عام 1968 في القسم الغربي التي كشفت عن بعض القطع التي تعود إلى العصر الحجري القديم ويذكر الجغرافي سترابون أن أفاميا كانت زمن سلقوس نيكاتور حصناً منيعاً يحتفظ فيه بخمسمئة من الفيلة وبالجزء الأكبر من جيشه وكذلك فعل خلفاؤه من بعده.‏

وقد دمرت الزلازل التي اجتاحت المنطقة بين عام 1157 -1170 مدينة أفاميا تدميراً كاملاً وقامت عدة بعثات أثرية منذ ثلاثينيات هذا القرن وحتى يومنا هذا وتم تأسيس متحف للفسيفساء وللمكتشفات الأثرية الأخرى كما تم ترميم خانها وتحويله إلى متحف هام.‏

يحتوي موقع أفاميا على سويات تاريخية ترقى للعصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية والاسلامية وأعيد تأسيس المدينة زمن سلوقس نيكاتور الأول 300 ق.م تحت اسم افاميا حيث أصبحت العاصمة العسكرية للملكة.‏

حيث خضعت افاميا للرومان بعد فتح سورية 64ق.م ثم خضعت للبيزنطيين ثم إلى العرب المسلمين الذين فتحوها عام 638 وفي أوائل القرن السادس عشر الميلادي بنى السلطان العثماني سليمان خان الأول في أسفل قلعة المضيق من الجنوب على ارتفاع 226 م عن سطح البحر خاناً أثرياً على الطراز العثماني وكانت قوافل التجار والحجاج القادمة من اسطنبول وبر الاناضول عن طريق انطاكية وجسر الشغور تأوي إليه.‏

وصف المدينة‏

لمدينة افاميا مخطط يشبه الشطرنج يخترقها شارع رئيسي من الشمال إلى الجنوب بطول 1850م وعرضه 37.5 م وقد أقيمت على جانبيه كما على جانبي الشارع الذي يتقاطع معه أهم المباني العامة من حمامات وقصور ومعابد وأسواق تجارية ومسارح وغيرها وان مسرح افاميا يعد اكبر مسرح في العصر الروماني وهو يعود إلى العصر السلوقي.‏

وكذلك تم ترميم الطاحونة والجامع اللذين يرقيان إلى العصر العثماني وأعيد بناء العديد من أعمدتها في الشارع الرئيسي وفي أحد البيوت البيزنطية وفي حملة مكثفة حشدت لها آليات تم الكشف عما يزيد على خمسة كيلو مترات من أسوار هذه المدينة مع أبراجها المربعة الشكل وان الابراج السفلية من هذه الاسوار ترقى للعصر الهلنسي.‏

يوجد حول الخان من جوانبه الأربعة قاعات وغرف واسعة ويقع مدخله في ضلعه الشمالي وهو مدخل واسع على جانبيه منصتان حجريتان ويكتنف هذا المدخل من جانبيه غرفتان عن يمين وشمال تنفتحان على باحة الخان وأهم أجزاء هذا الخان جناحان طويلان ورائعان ينبثقان من الغرفتين الواقعتين على جانبي المدخل الرئيسي وهما الجناح الغربي والجناح الشرقي ومخطط الخان مربع الشكل 80×80 م تتوسطه باحة واسعة وان جميع قاعات الخان وغرف مبنية بالحجارة الكبيرة ومسقوفة بأقبية برميلية الشكل تحملها عقود حجرية نصف دائرية ماعدا نقطة تقاطع الجناح الجنوبي الغربي فإنها مغطاة بقبو متقاطع وتوجد في جميع غرف هذا الخان وأجنحته مواقد كثيرة تتقدمها مصاطب عريضة كان الحجاج والمسافرون يستعملونها للنوم وتختص كل مجموعة أو عائلة بموقد من هذه المواقد تطبخ فيه طيلة مدة اقامتها ويواجه هذه المصاطب في الجهة الثانية كوى تنفتح كل منها على الباحة الخارجية .‏

وإن أهم مايميز المدينة الشارع الرئيسي بطول 1850 م وعرضه مع أروقته 37.5م بالاضافة إلى المسرح والاغوار والكاتدرائية وقصر الحاكم.‏

تعرض هذا البناء للاهمال فأثرت عليه عوامل طبيعية فانهارت بعض أقسامه وتهدمت واجهته وأبوابه وقد رمم حديثا وجعل متحفاً اقليمياً لمدينة افاميا في عام 1982 ووضعت فيه قطع الفسيفساء المكتشفة في افاميا مع غيرها من المكتشفات الأثرية وفي جنوب غرب القلعة جامع صغير عثماني الطراز مستطيل الشكل مبني مع الخان لصلاة الحجاج والمسافرين ويرجع بناء الجامع إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي.‏

ويوجد في غرب مدينة أفاميا قلعة المضيق وهي عبارة عن سور عظيم على هيئة مضلع غير منتظم ركبت عليه أبراج كثيرة ومربعة الشكل وللقلعة باب وحيد تعلوه قنطرة وحوله برجان مربعان لحراسته.‏

وكانت تعتبر اكرابولا لافاميا ثم اصبحت في العهد الروماني موقعاً حربياً اما حالياً فيعتبر بناء الحصن عربياً صرفاً وكذلك طراز هندسته وهو من آثار نور الدين محمود زنكي.‏

والقرية التي داخل الحصن كبيرة وحافلة بالدور المبنية من أنقاض السور والأبراج وخرائب افاميا.‏

وتحولت بعد انتهاء الحروب الصليبية إلى قرية مزدحمة بالسكان بعد أن فقدت مكانتها الحربية وأصبح بعض السكان يعتصمون فيها من هجمات بعض القبائل المجاورة في عهد المماليك والعثمانيين.‏

والذي قام بتعريفنا على هذه المدينة وخصائصها المعمارية والتاريخية هو العالم توسون ثم قامت البعثة البلجيكية منذ عام 1930 بحفريات منظمة في الشارعين الرئيسيين للمدينة واستمرت حتى عام 1938 بإدارة مايانس ولاغوست وقد استطاعت البعثة أن تضع مخططا للمدينة فيه بعض الاثار من العصرين الروماني والبيزنطي ولقد اقيم في الصالات الجامعية في لوفان نموذج لعمارة أفاميا.‏
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس