عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2009
  #85
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: مسابقة في سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام نرجوا منكم المشاركة

يقول عمرو خالد:

يبدأ النبي " صلى الله عليه وسلم " يتجهز للقتال، وخلال ذلك يحدث شيء خطير، يرسل حاطب بن أبي بلتعة رسالة إلى قريش ينبئهم فيها بأن النبي قادم لمحاربتهم: " من حاطب بن أبي بلتعة إلى أبي سفيان سيد قريش .. يتجهز رسول الله لمحاربتكم فاعلموا". الغريب أن حاطباً هذا صحابي شهد بدر، وقد كلف سيدة بحمل الرسالة إلى مكة من خلال طريق غير مطروق فينزل جبريل من السماء ليخبر رسول الله – حماية للإسلام فيرسل النبي علياً والزبير لتعقب المرأة قبل وصولها إلى مكة، فيدركانها ويأتيان بها إلى النبي وطلب منها سيدنا علي إخراج الرسالة: فقالت: ما معي رسالة، قال: أخرجي الرسالة، قالت: والله الذي لا إله إلا هو ليس معي رسالة. قال: ما كذب جبريل، وما كذب رسول الله فأخرجي الرسالة. قالت: ما معي رسالة.

قال: لتخرجن الرسالة أو لننزعن الثياب، فأخرجت الرسالة من ضفيرتها.



فجمع النبي المسلمين في المسجد، وطلب من علي قراءة الرسالة بينما حاطب يجلس بين المسلمين في المسجد، فأمسك علي بالرسالة وقرأها:

" من حاطب بن أبي بلتعة إلى أبي سفيان سيد قريش رسول الله يستعد لقتالكم فاستعدوا".

فامسك النبي بالورقة وقال: ما هذا يا حاطب؟

فقال: لا تعجل على يا رسول الله فوالله إني لمؤمن بالله ورسوله والله ما بدلت وما غيرت ولا ارتددت عن ديني ولكني يا رسول الله إني ملصق بقريش وإن أولادي وأهلي مازالوا بمكة، فأحببت أن يكون لي على قريش يد عليا يحفظون بها لي أولادي وأهلي ومالي.

فنهض عمر بن الخطاب واستل سيفه وقال: يا رسول الله دعني أقطع رقبة هذا المنافق.

فقال النبي: دعه يا عمر لعل الله اطلع إلى أهل بدر فإنه شهد بدر، ولعل الله اطلع على أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم.



فبكى عمر بن الخطاب لأنه أدرك أن الله طالما يسامح، فإنه سيغفر له أخطاءه، وقال: الله ورسوله أعلم، وأدرك الجميع أن ما فعله حاطب لم يكن دافعه الخيانة وإنما ضعف الإيمان. وتنزل آيات شديدة في هذا الموقف :

" يآيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق "..

فتألم حاطب من الآية وأدرك أنه لابد أن يندم ويستغفر ويتوب إلى الله.

وظل النبي " صلى الله عليه وسلم " يستخدم حاطباً ويرسله بالرسائل كما كان في سابق عهده قبل واقعة الرسالة، لأن له رصيداً من الحسنات يستوجب التسامح مع ما بدر منه.







خدعة هوازن

بعد ذلك يضرب النبي حصاراً حول المدينة لمنع خروج أحد إلا بإذن من النبي، لكنه يسمح بالدخول إليها ليهيىء للقبائل فرصة الانضمام إلى جيش المسلمين.

وكان مسئول الحراسة حول المدينة عمر بن الخطاب، ثم يتحرك النبي " صلى الله عليه وسلم " بالجيش، يتقدم الجيش ألف فارس من بني سليم، وتعداد الجيش عشرة آلاف مقاتل " في بدر كانوا ثلاثمائة ، وفي أحد سبعمائة، وفي صلح الحديبية ألفا وأربعمائة ، وفي خيبر – ألفا وأربعمائة "، ومن العشرة آلاف مقاتل هناك ثلاثة آلاف فارس.



اتجه الجيش صوب هوازن لتعمية استخبارات قريش، فبدأت هوازن تستعد لملاقاة جيش المسلمين، وكان قائد الفرسان في مقدمة الجيش خالد بن الوليد، وفي الميمنة أبو عبيدة بن الجراح وفي الميسرة الزبير بن العوام، وفي القلب يقود لواء المهاجرين والأنصار سعد بن عبادة سيد الخزرج.

وعلى بعد حوالى 8 كم من هوازن يغير الجيش اتجاهه ويعبر الطريق إلى مكة. وانقطعت أخبار جيش المسلمين عن قريش، فآخر الآخبار التي وصلتها تقول إن محمداً يتجه بجيشه إلى هوازن.

ويصبح النبي وجيش المسلمين على بعد أربعة أميال من مكة المكرمة ولم تشعر قريش بذلك. هناك عشرة آلاف رجل على أبواب مكة، لم تشعر قريش بهم، رغم أنهم قطعوا مسافة 500 كم، وعندئذ أمر النبي قادته بإشعال النيران لزعزعة الروح المعنوية لقريش، فأشعل عشرة آلاف رجل المشاعل.





بين العباس وأبي سفيان

في تلك الأثناء كان هناك رجل خارج من مكة بعد أن أسلم فقرر الهجرة إلى الرسول وهو المهاجر الأخير، كان هذا الرجل هو العباس عم النبي ونال العباس ثواب الهجرة قبل دخول النبي إلى مكة وكان النبي قد قال : لا هجرة بعد الفتح. وفرح النبي بهجرة العباس الذي قال له: يا رسول الله لا تدخل عليهم حتى أعود لعلهم يستسلمون، وذهب لإقناع أبي سفيان بتسليم مكة وقال العباس: يا رسول الله أعطني إمارة من عندك، فقال له: خذ بغلتي فاركبها.

فأخذ العباس بغلة النبي ورجع، أثناء ذلك كان هناك رجل خارج من مكة للذهاب إلى المدينة للنبي بتجديد العهد " لم يتصورا أن النبي واقف على أبواب مكة "، وكان هذا الرجل هو أبو سفيان، " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ".



رأى أبو سفيان النيران، فقال: ما هذا؟ لمن هذه النيران؟ وكان معه رجل من أتباعه قال له: لعلها لهوازن، قال: هوازن أذل من ذلك وأقل، قال: لعلها لخزاعة؟ قال: خزاعة أذل من ذلك وأقل فلمح العباس مقبلاً عليه وهو يقول: هذا رسول الله يا أبا سفيان. قال رسول الله معه عشرة آلاف رجل مدججين بالسلاح، جاء ومعه العرب كلهم يفتحون مكة، يا أبا سفيان بيدك الأمر الآن، إذا فتحها عنوة هلكت قريش. اخرج معي فسلم له قريشاً. فقال: له نعم ولكني أخاف يا عباس أن يقتلني فقد فعلت به الكثير. فجاء علي بن أبي طالب وقال: يا أبا سفيان لا تخف إذا دخلت فقل له ما قاله أخوة يوسف، قالوا له: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنّا لخاطئين.



ويقول له العباس: اركب خلفي على بغلة النبي كي تأمن على نفسك. فيركب أبو سفيان خلف العباس على بغلة النبي ويتجهان إلى معسكر المسلمين، حيث يقابلهما قائد الحراسة عمر بن الخطاب، نظر عمر فإذا أبو سفيان يركب خلف العباس، فأوقف البغلة وقال: أبو سفيان أسلمك الله يا غادر بغير عهد ولا ذمة، اعطني رقبتك لأقطعها. فقال العباس: دعه يا عمر فإنه إلى جواري، قال: لا جوار لك اليوم اعطني رقبتك يا أبا سفيان.

فقال العباس: يا عمر أقول لك إنه في جواري، قال: لا جوار لك اليوم.

فقال العباس: يا عمر تفعل ذلك لأنه من بني عبد مناف، لو كان من بني عدي ما كنت فعلت ذلك فبكى عمر وقال: تقول لي هذا يا عباس؟ والله إنك أسلمت منذ قليل وفرحتي بإسلامك أكبر من فرحتي لو كان أسلم أبي الخطاب لأن رسول الله سيكون أفرح بإسلامك من أبي لو أسلم.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس