عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2009
  #86
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: مسابقة في سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام نرجوا منكم المشاركة

أسلام أبى سفيان

فدخلوا على النبي " صلى الله عليه وسلم " فرأى النبي أبا سفيان فاحمر وجهه وقال: أغدرتم يا أبا سفيان. وجئتني من المدينة تدعي ألا تغدر؟

فقال: تالله لقد آثرك الله علينا.

فقال النبي: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم.

فقال العباس: يا أبا سفيان سلم مكة.

فقال النبي: يا أبا سفيان أتشهد أن لا إله إلا الله.

فقال: والله يا محمد ما أحلمك، ما أصبرك، ما أوفاك!

والله لو كانت هذه آلهة لأغنت عنّا اليوم. فقال له النبي. أتشهد أني رسول الله؟

فقال: أما هذه ففي النفس منها شك.

فقال العباس: يا أبا سفيان أنقذ قريشاً وقلها.

فقال: أشهد أنك رسول الله.

وعلمها النبي فابتسم.

فقال العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فأعطه شيئاً.

فقال النبي: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقال: يا محمد إنها ضيقة.

فقال النبى: ومن دخل الحرم فهو آمن. فقال: لا يكفي أهل مكة.

فقال: ومن أغلق عليه بيته فبقى في بيته فهو آمن.

فقال: أما هذه فنعم.

فيخرج أبو سفيان فرحاً.





اعتقال أبو سفيان

وبعد أن يخرج أبو سفيان قال النبي: يا عباس احبسه عندك الليلة كي يرى الجيش غداً، فلربما غيّر أبو سفيان رأيه. تابع العباس أبا سفيان وقال: يا أبا سفيان، فقال: أغدراً يا بني هاشم.

فقال العباس: لا، فقال: أخفتني.

فقال العباس: أبلغ بك الخوف هذا المبلغ يا أبا سفيان؟ ثم يأخذه العباس للمبيت معه على رأس جبل لرؤية الجيش وهو يدخل مكة.

ويقرر النبي دخول مكة فى استعراض عسكري، وكلما مروا بجبل ترتفع الرايات والسيوف وهم يصيحون الله أكبر. وكان أبو سفيان يسأل العباس عن كتائب القبائل: من هذه يا عباس؟

فيقول له: هذه أشجع .. هذه غفار .. إلخ.

ويسأله: ألم يمر محمد بعد؟

فيقول له: عندما يمر ستعلم.

حتى تصل كتيبة خضراء بخطوة منتظمة: كلهم يلبسون الحديد، ولا تظهر إلا عيونهم منه، يقودهم سعد بن عبادة ويوسطهم رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ويحرك قواتهم عمر وهو يقول: رويداً رويدا] حتى يلحق آخركم بأولكم.

فقال أبو سفيان: هذا محمد، لقد بلغ ملك ابن أخيك شأناً عظيماً.

فقال: ليس الملك يا أبا سفيان، إنها النبوة، وعندما يمر النبي بهما يقول للعباس: اطلقه يا عباس. فيمضي أبو سفيان وهو يصيح مفتخراً: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ويدخل الناس بيوتهم، ويدخل النبي مكة وهو يقرأ :" إنا فتحنا لك فتحا مبينا " ويردد الصحابة وراءه السورة كاملة أثناء مروره بدروب مكة الخالية من الناس، إلى أن وصل إلى الحرم، والصحابة يتذكرون : هنا كانت بيوتنا، هنا سقط الشهداء، إلى أن وصل النبي إلى آخر آية في سورة الفتح: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً".

يرفع النبي صوته ويبكي الجيش كله وهو يستمع إلى الآية : يدخل النبي مكة مطأطئاً على ناقته تواضعاً لله عز وجل.





سماحة الرسول

ويعطي النبي أوامره للجيش:

لا تقتلوا أحداً إلا عشرة من رآهم فليقتلهم:

عكرمة وصفوان بن أمية وهند بنت عتبة وعبد الله بن سعد بن أبي السرح.

والمدهش أن أحداً منهم لم يتم قتله، فقد عفا عنهم النبي في النهاية، إلا واحد قتله الزبير اسمه الهبار بن الأسود. ثم يأتي أبو قحافة والد أبو بكر الصديق ليسلم بين يدي النبي، وهو شيخ أعمى، فيقول النبي لأبي بكر: هلا تركت الشيخ في بيته وذهبنا نحن إليه؟ فقال أبو بكر: هو أحق أن يأتي إليك يا رسول الله.

وبكى أبو بكر بعد إسلام أبيه، فسألوه: لم تبكي؟

قال: كنت أحب أن الذي يكون بين يدي النبي أبو طالب وليس أبي لأن ذلك يُسعد رسول الله أكثر .

ويدخل النبي الحرم وهو يرفع صوته قائلاً: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، وقل جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد.

يقول الصحابة: تجسدت الآية أمام عيوننا بعد 20 عاماً من الصبر، وينتصر النبي " صلى الله عليه وسلم " ويطوف بالكعبة ويصعد بلال فوق الكعبة ليؤذن، ثم يقف النبي على جبل الصفا ويقول: أخرجوا الناس من بيوتهم، تماماً في نفس المكان الذي وقف فيه قبل 20 سنة ليعلن الإسلام.

يقف النبي على جبل الصفا ويقول للناس: يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم اليوم، فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال النبي: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، اذهبوا فأنتم الطلقاء.





معجزة ما بعد الفتح

ثم يشير النبي على الأصنام، وكلما أشار على صنم يتهاوى من تلقاء ذاته، معجزة إلهية في ذلك التوقيت، حتى لا ينظر إليه كقائد سياسي أو عسكري منتصر، لكنه نبي جلس أبو سفيان وحده يفكر كيف يجمع جيشين من العرب لقتال محمد، فوجد رجلاً ينقر على كتفه ويقول له: إذا يخزيك الله يا أبا سفيان.

يقول: فالتفت فإذا به رسول الله " صلى الله عليه وسلم" فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.

المعجزات جاءت بعد الفتح.

وقف هشام بن الحارث بعد دخول الجيش مكة يقول: لأبي سفيان الحمد لله الذي جعل أبي يموت قبل أن يسمع نعيق بلال فوق الكعبة، فقال أبو سفيان: أخشى أن أتكلم فيخبره الحصى. فيمر عليهما النبي فيقول: يا هشام بن الحارث الحمد لله الذي جعل أباك يموت قبل أن يسمع شرف بلال فوق الكعبة، يا أبا سفيان لو تكلمت لأخبرني الحصى.

فقال: أقسم أنك رسول الله.

فثبت إيمان أبو سفيان منذ هذه اللحظة، ومنذ هذا اليوم صار أبو سفيان أحد جنود الإسلام وسيفقد عينيه وهو يدافع عن المسلمين في معركتين، وسيعيش للإسلام ويموت للإسلام، ويقابل النبي شريكه السائب بن أبي السائب، فيقول له: يا سائب كانت لك أخلاق في الجاهلية عظيمة من الوفاء والأمانة، كن في الإسلام كما كنت في الجاهلية بهذه الأخلاق.

وحدث أن أخفى رجلاً من قريش خنجراً في عباءته وقرر أن يقتل النبي أثناء طوافه بالكعبة، وظل يقترب من النبي فأحس به النبي وألتفت إليه وقال له: بم تحدثك نفسك يا فضاله؟ فقال: إني أذكر الله، فقال النبي: اتق الله يا فضالة، ثم رفع النبي يده يقول فضالة: فقلت سيضربني، فمسح على قلبي وظل يبتسم في وجهي ويقول: استغفر الله يا فضالة ويمسح على قلبي يقول فضالة: وقبل أن يضع يده على صدري كان أبغض أهل الأرض إلى قلبي، فما أن رفع يده عن صدري حتى صار أحب أهل الأرض إلى قلبي، فعاد فضالة مسلماً، ويمر على امرأة كان يزني بها في الجاهلية، فقالت يا فضالة هلم إلى الحديث، قال لها: يأبى عليك الله والإسلام، لو كنت رأيت محمداً ورجاله بالأمس يوم تكسر الأصنام لعلمت أن دين الله أصبح ظاهراً والكفر يداس بالأقدام.

وكان سعد بن عبادة عند دخوله مكة يقول:

اليوم يوم الملحمة، اليوم يذل الله قريشاً، فغضب النبي وقال: لا، اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز الله قريشاً لا يا سعد، ثم أخذ النبي اللواء من سعد وأعطاه لقيس بن سعد بن عبادة، يقول سعد: هل أغضب أم أفرح.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس