من توجيهاته حفظه الله ونفعنا به:

"إذا زال الحجاب عن قلب العبد بإيمانه ؛ وهو يحاول ظاهرا تطبيق الشرع الشريف ؛ وباطنا التمسك بآداب الطريق ، ويذكر كثيرا، ويقرأ القرآن الكريم ويطبق الأوصاف التي وصف الله تعالى عباده بها ، حينذاك يكون ظاهرا بشرا وباطنه هيكلا نورانيا ، وتثبت في قلبه الخشية ، فإذا حصلت الخشية يظهر الخشوع على الجوارح،

ولا يلتفت إلى أي إنسان ، إلا إلى شيخه ،فإنه يرجحه على نفسه وعلى ماله، وعلى ملكه ، لأنه واسطة بينه وبين الله تعالى ، وبينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما غيره فلا يلتفت إلى مدحهم و لا إلى ذمهم ، ويستوحش منهم جميعا.

وفي هذه الأثناء إذا حصل له بعض الكشوفات أو الكرامات أو الواقعات لا يلتفت إليها أصلا، لأنه يطلب رضا الله لا يعبد الكشف والمنام والواقعات.

الذي يطلبه منه خالقه جل وعلا هو العبدية، وفي ضمن تلك العبدية العبودية والتمسك بالشريعة، مع التمسك بالسنة النبوية، والإخلاص في العبادة.

وبهذا يتدرج ويذهب، فإذا بدا له شيء من الاعوجاج والانحراف الذي يحصل بالطبيعة البشرية من الملل أو من الكسل، يشكو ذلك لشيخه، فإذا قال له شيخه شيئا يتمسك به، ويذهب.

وبعد هذا تحصل له حلاوة العبادة، خصوصا حلاوة معراج المؤمنين، وهي الصلاة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

17.ذو الحجة.1435
موافق 11.10.2014

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات