عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2009
  #54
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 205 } لا تقل في دين الله بهواك فُيرديك ويُظلم قلبك ، ويسلب إيمانك ومعرفتك ، ويسلط عليك شيطانك ونفسك وهواك . وإذا كان الهوى حاكماً عليك أفسد عليك دينك وآخرتك . لذلك أقول :
اجعل هواك مغلوباً لعقلك ، وصاحب العقل هو الذي يقيد نفسه بشريعة الله عزوجل ، فمن قيد نفسه بالشريعة ارتقى ، ومن قيد نفسه قيد نفسه بالهوى هوى وكانت عاقبة أمره خسراً والعياذ بالله تعالى .
{ 206 } من أراد أن يفتح اشتهاء قلبه للذكر ننصحه بكثرة الذكر ولو مع الغفلة ، ولو قلنا له شيئاً أخر لكنا غير صادقين في نصحه ، لأن الحديث القدسي يقول : ( أنا جليس من ذكرني ) رواه الديلمي والبيهقي
فإذا كان العبد يُصدَّق هذا الحديث عليه أن يذكر كثيراً حتى يشعر بمجالسته لربه عزوجل ، هذه هي آلة الفتح على العبد لمن كان

ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 142 ــــــــــــــــــــــــــــــ

متعلقاً بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وبعض العلماء يقول : الذكر باللسان مع غفلة القلب لا يفيد . ولكن نحن نقول : عليكم بكثرة الذكر ولو مع الغفلة حتى يفتح اشتهاء القلب للذكر ، فلا تتركوا ذكر اللسان حتى يذكر القلب ، عندها تجمعون بين ذكر اللسان وذكر القلب وهذا هو ذكر الذكر النافع .

{ 207 } إذا راقبت قلبك أيها المؤمن وجدته لا يثبت في أقل من لحظة على حالة واحدة في عبادة أو غيرها ، فكيف تتكل وتعتمد على نفسك وأنت في هذا الضعف وفي هذه الحالة ؟ فالتجئ إلى ربك تبارك وتعالى ، واخرج من حولك وقوتك ، وأكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) رواه البخاري
وبادر بالأعمال الصالحة ، ولا تسوف في متابعتك للشرع الشريف فإن القلوب بين أصبعين من اصابع الرحمن .
{ 208 } أحياناً يعطي الرب جل وعلا من فضله وكرمه عبداً من عباده بعض الأمور الغيبية ، ويأخذها منه حيناً آخر حتى لا يتعلق العبد بتلك الأمور ، وليبقى في العبودية دائماً ولا يُنقص من وظائف العبودية شيئاً ، فمن عرف ذلك عليه أن لا يحزن إن غابت عنه بعض الأمور ، لأنها ما تخرج عن دائرة الأمور المادية ،
ــــــــــــــــــــــــــ ص 143 ـــــــــــــــــــــــــــــ
وعليه أن يبقى في مقام العبودية لأن هذا هو المطلوب للعبد الصادق المخلص .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس