عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2009
  #56
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 212 } الإكثار من كلمة التوحيد لا إله إلا الله تغير الإنسان وتجعله ذهباً صرفاً ، ولكن لابد مع كثرة الذكر من الحضور التام ، وبالذكر يترقى الإنسان ويخفف من طبيعته البشرية فإذا حصل هذا حصلت معه المعرفة بالله تعالى . ولكن بعض الناس في غفلة ، وأصبح الذكر عليهم ثقيلاً ونسوا وصف الله تعالى للمنافقين في القرآن الكريم عندما قال : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } سورة النساء / 142
يقرؤون القرآن ، ولا يفهمون ، وإذا فهموا لم يطبقوا على أنفسهم . ليس كل مؤمن أفعاله أفعال المؤمنين ، قد يكون مؤمناً ، وبعض أفعاله أفعال المنافقين ، لذلك وجب عليك أيها المؤمن أن تعمل بمستلزمات هذا الإيمان ، ومن مستلزماته الذكر الكثير ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} سورة الأحزاب / 41
فلو عرف الناس حقيقة الذكر وقيمته ما تركوه ليلاً ولا نهاراً ، ولا في حال من الأحوال ، ويكون مثلهم مثل الجائع الذي إذا لم
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 146 ـــــــــــــــــــــ
يجد شيئاً أكل ما حضر ليسد جوعه .
{ 213 } كل كلام وكتاب وعلم جافٌ أمام كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وشبح لا روح فيه ، وكأنه طعام لا ملح فيه ، إلا كلام بعض الكبار من الأولياء كالإمام الغزالي والقطب الرباني وبديع الزمان رضي الله عنهم جميعاً ، لأن هؤلاء وأمثالهم تكلموا وكتبوا وعلموا مع تجردهم من كل الحظوظ ، تكلموا بالله وعن الله عزوجل ،
فصحبة هؤلاء وأمثالهم فرض عين على كل مسلم قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } سورة التوبة / 119

{ 214 } الاناشيد تحرك مافي القلوب ، ولا توجد شيئاً مفقوداً ، عليكم أيها الذاكرون أن تشتغلوا بالذكر ، التفتوا إلى قلوبكم لتخرج من غفلتها عن الله عزوجل ، الكثير يذكرون بدون حضور قلب مع المذكور لأن القلوب تعلقت بغير المذكور ، فلابد من كثرة الذكر حتى تخرج القلوب من غفلتها .

{ 215 } تلاوة القرآن الكريم شئ ، والتدبر شئ آخر ، وحضور القلب شئ ثالث ، فإذا قرأت القرآن الكريم اقرأه بقوة الإيمان بأنه كلام ربك وأنه فوق كلام البشر بدون استثناء ، وحتى تكون تلاوته نافعة لا بد من كثرة الذكر لله تعالى مع الحضور ، فإن
ـــــــــــــــــــــــ ص 147 ـــــــــــــــــــــــــــ
كثرة الذكر لله تعالى مع الحضور التام ، تجعل تلاوتك للقرآن نافعة ، وتجعل استماعك للقرآن نافعاً ، وتجعل صلاتك تنهاك عن الفحشاء والمنكر
{ 216 } من القوم من يقف عند الأفعال ، ويفنى في أفعاله سبحانه وتعالى : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ } سورة الانفال / 17
ومنهم من يقف عند الصفات ، ويفنى في صفاته سبحانه ، قال تعالى : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } سورة التكوير / 29
ومنهم من يصل إلى مقام الإحسان فيراقب ربه ببصيرته . أقول وبالله التوفيق :
الوقوف عند الأفعال لمن بواسطة الأفعال يصل إلى الصفات ، ومن الصفات إلى الذات ، هذه المقامات تحصل لبعضهم دفعة واحدة ، يكون فيها الجمع مع الفرق ، هذا لمن وصل بنور الإيمان الصادق مع الأخذ بالشريعة ، فهو يعرف ربه تبارك وتعالى بإذنه ولا يحتاج إلى دليل ، كما قال سيدي ابو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى : ( نحن نعرف الله جل جلاله بدون دليل ) . والحاصل التفكر في الافعال والصفات لتقوية إيمان البعض ، وللبعض الآخر جمع من الفرق .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس