عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2009
  #59
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 224 } الناس في دنياهم على مراتب ثلاثة :
المرتبة الأولى : رجل دخل الدنيا وانغمس فيها ، وتأثر بظاهرها وتعلق قلبه بها ، ونسي المهمة التي وجد من أجلها ، فهذا يُؤثر ما يفنى على ما يبقى والعياذ بالله تعالى .
المرتية الثانية : رجل دخل الدنيا ورأى مظاهرها وزخارفها وتأثر فيها ، لكنه يجاهد نفسه ليرجع إلى الله تعالى ، لأن الإيمان في قلبه يتحرك ويشتاق إلى العبودية .
المرتية الثالثة : رجل دخل الدنيا بجسده ، وقلبه متعلق بربه عزوجل ، فلم يتأثر قلبه بمظاهر الدنيا وزخارفها ، وكان من الرجال الذين قال الله فيهم : { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ } سورة النور / 37
{225 } الدنيا وما فيها سراب ، وهل رأيت السراب يوماً أروى عطشاناً ؟ فلا تغتروا بالدنيا فهي والله سراب ، فلا بد من مجاهدة النفس بكثرة الذكر لله تعالى حتى تروا هذه الحقيقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 152 ــــــــــــــــــــــــــــ
والعاقل لا يعلق أمله بسراب ، فلا تجعلوا أقصى أمانيكم الدنيا فهي إلى زوال والله باق ، تمسكوا بالباقي ، فمن تمسك بالفاني فهو فانٍ ، ومن تمسك بالباقي فهو باقٍ .
{ 226 } بمقدار اشتغال العبد بالدنيا وتعلق قلبه بها يكون حرمانه من الدين والعياذ بالله تعالى ، كحال من يذهب إلى الحج فبمقدار اشتغاله في التجارة تكون خسارته من الزيارة ، فالعاقل هو الذي يجمع من الدنيا بمقدار حاجته منها ، لا بمقدار طاقته ، لأن تلك الطاقة التي جعلها الله فينا ليست من أجل الدنيا ، بل من أجل معرفته .
{ 227 } من وقف على حقيقة التقوى ، وحقيقة الشريعة ، وذاق ثمرة العبودية وحلاوتها ، فإن الدنيا لا تهمه ، ولا يأخذ منها إلا بقدر الضرورة ، والضرورة هي أن يقوى على فعل الطاعة ، وترك المعصية . وأصحاب هذا المقام يجتنبون الانغماس في المباحات رضي الله عنهم .
{ 228 } الذين يختارون ويقدمون ويرجحون أمر الله وشريعته ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته على أنفسهم وعلى كل شئ هم المؤمنون حقاً . اللهم اجعلنا ممن سبقت لهم العناية ، وتقدم في حقهم التوفيق الخاص والهداية ، آمين يا رب العالمين .
{ 229 } رأس حبل القرآن الكريم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو صلى الله عليه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 153 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متعلق بالإسلام . والإسلام يجمع جميع المشارب والمسالك ، ولكن بشرط واحد هو الاتصال بالشريعة والاتباع . ولا نرى مشرباً أفضل من المشرب الذي أخذ أهله باليد الأولى الكتابَ وبالثانية السنة ، وكانوا من أهل الاستقامة على الصراط السوي ، نرجو الله تعالى أن نكون من المتمسكين قلباً وعقلاً وروحاً بالشرع الشريف ، ومن الذين تطابقت أفعالهم مع أقوالهم ، إنه على ما يشاء قدير .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس