عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2009
  #62
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 242 } الصادق مع الله تعالى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم ومع المؤمنين ، ومع خلق الله أجمعين وملتزم الأحكام الشرعية لا يخرج من الدنيا إلا ببطاقة نورانية ، فإذا أدخل القبر بتلك البطاقة تعلقت روحه بالعرش وتنعم جسده في التراب ، وصار قبره روضة من رياض الجنة ، وأما إذا خرج من الدنيا كذاباً والعياذ بالله تعالى صارت روحه في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 158 ـــــــــــــــــــــــــــــــ
سجّين وتعذب جسده في التراب ، وصار قبره حفرة من حفر النار والعياذ بالله تعالى . فإذا نفخ في الصور وخرج الصادق من قبره فإنه يخرج بتلك البطاقة النورانية ويَقدُم على الله ورسول والمؤمنين ، والله ينظر إليه وينشر له كتابه ، كما قال تعالى : { وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا } سورة الإسراء / 13
فهذا الصادق أمره إلى الله تعالى إن شاء سأله عن صدقه لقوله تعالى : {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ } سورة الأحزاب / 8
وإن شاء عامله بفضله ، فالصادق هذا حاله فكيف بحال الكذاب والعياذ بالله تعالى إذا خرج من قبره ؟ يجب علينا أن نأخذ ببطاقة الصدق في الدنيا لأنها دار تكليف أما الآخرة فهي دار الجزاء على العمل ، علينا أن نكون من أهل الصدق ، وأن يكون مطلبنا العبودية لله عزوجل ، من خلال متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، علينا أن نتحرى الصدق في كل مقاصدنا حتى نكتب عند الله من الصديقين . اللهم اجعلنا منهم ومعهم ببركة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وببركة أسيادنا رضي الله عنهم ، آمين آمين .
{ 243 } كن على حذر من مدح الناس لك ، لأن أكثر المادحين مداهنون ، ومدحهم لك يكون عليك وبالاً ، فلو صدقت الله لحثوت التراب في وجوههم ، ولو صدقوا الله لكانوا لك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 159 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناصحين ولم يكونوا مادحين . اصدقوا الله في كل تصرفاتكم فهو العليم الخبير . فتش عن الأخ الناصح لا المادح . كن ناصحاً ولا تكن مادحاً . لأن مدحك لأخيك يُدخل عليه العجب ةالغرور وربما ينسى الله تعالى مصدرَ كل نعمة ، وبالتالي يكون مدحك له وبالاً عليه . ومن كان مع أخيه هكذا فليس صادقاً في محبته . عليك بالنصح له في أن يرعى نعمة الله تعالى ، إن كنت صادقاً في حبه .
إذا رأيت نعمة على أخيك قد ظهرت بفضل الله وكرمه وجب عليك أمران :
1ً ـــ المدح والثناء لله تعالى ، لقوله تبارك وتعالى : { وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ ٱلله } سورة النحل / 53
2ً ـــ النصح لأخيك في أن يرعى تلك النعمة بالشكر لله عزوجل ، لأن الشكر عِقال النعم ، وإلا عرّضها للزوال وفي الحديث الشريف : ( أحسنوا جوار نعمِ الله لاتنفروها ، فإنها قلما زالت عن قوم فعادت إليهم ) رواه ابو يعلى في مسنده وابن عدي في الكامل
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس