عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2009
  #66
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 257 } عليك ألا تخاف أحداً من خلق الله تعالى ، من عالم الإنس أو من عالم الجن ، وكلما تعلمت مسألة دينية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكتب القوم طّبق ْ على نفسك لأنك مسؤول عن هذا يوم القيامة والله يدافع عن المؤمن الصادق .

{ 258 } الذي تمسك بالإيمان ، وكان صادقاً في سيره وسلوكه في هذا الطريق المبارك الذي جاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يشوش عليه ولا يحزن ، لأن طبيعته البشرية ترقّت وسمت وعلت ، فهو يفوض أمره إلى الله تعالى ، ويتمسك بالكتاب والسنة ، وينظر في سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرى فيه الأسوة الكاملة والقدوة الصالحة . ومن عبد الله تعالى بقلب صادق مع الأخلاص أعانه الله تعالى .

{ 259 } الاسترسال مع الخلق من أجل توجيههم إلى شخصية الداعي يذهب بالدين ، وهو من قلة العقل ، فالداعي لا يلتفت إلى مدح الناس وذمهم ، ولا يسعى إلى محبة الناس له ، ولا إلى حبهم لأن في ذلك حظاً للنفس . فالذي يعتمد على الناس ليس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 167 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أفراد هذا الطريق ، كيف تنظر إلى فلان فتفتخر به ، وينظر إليك فيفتخر بك ، وكلاكما عاجز ؟ .

{ 260 } إذا جاءتك مصائب الدنيا وانصبت عليك فلا تترك ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم ، بل ادفع قساوة تلك المصائب ومرارتها بحلاوة ذكرك لله تعالى ، وبمناجاتك لربك تبارك وتعالى ، فهو السميع البصير ، وهذا شأن المؤمن الصادق المخلص الذي يكون على حذر من الدنيا حلوِها ومرِها ، ويكون على حذر من الغفلة عن الله عزوجل .

{ 261 } أنت مؤمن باعتقادك والحمدلله ، ولكن لا بد لك من العمل بمستلزمات هذا الإيمان ، فلا تكن ممن أعرض عن ذكر ربه ، تندم ولا ينفعك الندم ، قال تعالى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } سورة طه / 126

{ 262 } المحبة الذاتية علامة الفناء ، والفناء عبارة عن نسيان ما سوى الله تعالى ، فإذا لم يُزِلْ العبد عن ساحة صدره العلوم بالتمام ، ولم يحصل له التحقق بالجهل المطلق ، فإنه لا نصيب
ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 168 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
له في الفناء أصلاً ، وهذا الجهل دائمي لا إمكان لزواله لا أنه يحصل أحياناً ويزول أخرى ، ففي عين الجهالة شعور ، وفي عين الحيرة حضور ، وهذا هو موطن حق اليقين . وأحياناً بعد الفناء يجتمع العلم مع البقاء حين ذاك لا يضر العلم مع البقاء ، والله تعالى الموفق للصواب .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس