عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2009
  #68
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة


{ 269 } الكثير من الناس يظنون أن الصدق والاستقامة الشرعية هي في الكلام والتشدق فيه فقط ، مع العلم أن آيات القرآن الكريم التي نزلت على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 171 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جبرائيل عليه السلام ، كلها متعلقة بالبشر ، من أجل تصحيح العقيدة ، ومن أجل متابعة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ومن أجل التمسك بالعبودية ، ومن أجل ترك الهوى والحظوظ النفسانية ، ومن أجل ترك الدنيا وعدم تعلق القلب بها ، ومن أجل الاستقامة ومجاهدة النفس . لو نظرت في القرآن الكريم وفي أفعال البشر لما وجدت تطبيقاً علمياً عند الكثير ، بعضهم اكتفوا بالعلم والقيل والقال ، وتعلقوا بالمادة ، وبعضهم أكل الدنيا بدينه ، وبعضهم باع دينه بدنيا غيره والعياذ بالله .
{ 270 } الكثير من الناس يعرفون الوعظ والكلام ، وأكثر المؤمنين يعرفون الحلال والحرام ، لكنهم لا يعلمون بعلمهم ، لأن التطبيق أصعب من السماعِ والتعليمِ بكثير ، هذا بلاؤنا في هذه الأيام ، ويوم القيامة سوف نُسأل عن العمل لا عن العلم ، نُسأل عن الشريعة ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم . فلابد من ربط الإيمان بالعمل مع مستلزماته ، ولابد من ربط القول مع العمل والمجاهدة ، فمن ربط بينهما تمسك بالشريعة واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وترك الهوى ، ورقى سُلّمَ المعرفة ، وإن لم يكن له نصيب في المعرفة سَلِم على دينه ونجا يوم القيامة بفضل الله وكرمه .
{ 271 } قدْر المرء بمقدار اتباعه للشريعة والسنة النبوية فكلما عظم اتباعه عظم قدره . والاتباع ما قيد بلسان ولا قوم ولا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 172 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عشيرة ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإٍحْسَانٍ } سورة التوبة / 100
فتعاملْ مع الخلق على أساس هذه القاعدة ، وأنزل الناس منازلهم من خلال هذه الآية ، وثمرة هذا الاتباع قوله تعالى : { رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة التوبة / 100
{ 272 } القرآن الكريم مخاطَبٌ به جميع البشر . فسعد به بعضهم بالاتباع ، وشقي البعض الآخر بإعراضهم . فالقسم الأول آمن وقيد نفسه بقيود الشريعة وعمل عملاً صالحاً فكان بذلك سعيداً في الدنيا والآخرة ، والقسم الثاني كفر والعياذ بالله وقيد نفسه بالشهوات واتبع هواه فكان بذلك شقياً . وموانع الإنسان من السعادة أربعة أمور : النفس والشيطان والدنيا والخلق ، وأشد هذه الموانع الخلق ، لأنهم إما أن يمدحوه فيوقعوه بالغرور ، وإما أن يذموه فيقنطوه .

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس