عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009
  #70
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 279 } وقوف السالك مع تقصيره يعرقل سيره إلى الله تعالى ، فلابد من اللجوء والتضرع إلى الله عزوجل ، لأن الحفظ من الهوى والدنيا والخلق والشيطان من اصعب الامور على أمثالنا ، لقلة
ــــــــــــــــــــــ ص 175 ـــــــــــــــــــــــــــ
الاستقامة على منهج الصلحاء والأتقياء ، وقلة صحبتهم والتقاء نفائس كلامهم ، كل ذلك مع ضعف القوة اليقينية التي يحفظ القلب بها من الاغيار ، نرجو الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإنابة ، ويهبنا الغفران ، ويمن علينا بالثبات على الإيمان ، وأن يكرمنا بمحبته ، وأن يأخذ بأيدينا لاتباع سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ، والتخلق بالأخلاق القرآنية وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
{ 280 } حسن الخاتمة ليس مضموناً لأحد من الخلق ، إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمبشرين بالجنة ، وما عداهم فلا ، وهذا يعني أن الله تعالى قد يجعل الفاسق ولياً ، وقد يخرج العبد من الإيمان إلى الكفر ، قال تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } سورة النحل / 125
نسأل الله حسن الخاتمة ، وليس أحد معصوماً عن الخطأ لذلك ترى الخوف عند العلماء العارفين أكبر وأعظم من خوف عامة الناس ، وحق المؤمن الصادق إن جاءه ملك الموت ، وقال له : أنت في النار ، عليه أن يجتهد في العبادة ولا يدعها ، لأنه ما خلق إلا لها . نسأل الله تعالى أن يرزقنا حلاوة العبودية والتذلل بين يديه .
{ 281 } الإنسان بعلمه القاصر الجزئي يرى الساعة بعيدة ،
ـــــــــــــــــــــــــ ص 176 ـــــــــــــــــــــــــ
ولذلك يغفل عن ربه جل وعلا ، أما في علمه جل وعلا فإن الساعة قريبة ، قال تعالى : { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } سورة الأنبياء /1

فيجب على العاقل ان يتخلى عن علمه الناقص الجزئي إلى علم الله عزوجل الكامل ، ويعتمد على علم الله الكلي لا على علمه الجزئي ، فلو خرجت عن علمك لعلمه لرايت الساعة قريبة كما قال تعالى : { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا } سورة المعارج / 7
{ 282 } المؤمن ليس ماموراً بحب الناس لذاتهم، ولكنه مأمور بحب الخير لهم ، فإذا أبغض واحداً من الخلق فلينظر إلى سبب بغضه له .
1ً ــ إن كان يبغضه لاسقامته ، وعدالته ولقوله الحق ، ولعدم اتباعه أهواء الناس ، فهذا البغض حرام ، ولا يليق بمن آمن بالله واليوم الآخر . فعليه أن يتوب إلى الله ويرجع إلى رشده وصوابه ، وأن يحب الخير لأخيه المؤمن لأن الله تعالى قد ربط بينهما برباط الأخوة الإيمانية فقال : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } سورة الحجرات / 10
2ً ــ وأما إذا كان بغضه له بسبب ارتكابه المخالفات الشرعية ـــ من مخالفة أمر الله ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومخالفة الحقيقة
ــــــــــــــــــــ ص 177 ــــــــــــــــــــــــــــ
والطريقة ـــ فيجب عليه أن يبغض أفعاله المخالفة لا شخصه ، وعليه النصح له لأن الدين النصيحة .
3ً ــ أما إذا كان بغضه له بسبب تعارضه معه لمصلحة دنيوية فهذا البغض حرام ، وهو مضر بالإيمان . عليه أن يرجع إلى الله ويتوب . هذا الامر يجب ان يتنبه إليه المؤمنون جميعاً ، وليس خاصاً بمشرب من المشارب ، ولا بمسلك من المسالك .
{ 283 } الإنسان المؤمن يجب أن يكون له حظ من الوراثة النبوية ، بأن يحب الناس لله عزوجل لا لنفسه فمن لم يخرج عن نفسه فإنه يحب الناس لنفسه فإن قدموا له نفعاً أو دفعوا عنه ضراً أحبهم وإلا فلا ، أما من خرج عن نفسه فإنه يحب الناس لله تعالى ، وعلامة محبته لهم في الله أنه يعينهم

على ترك هواهم وحظوظهم لذلك ترى الناس اليوم أكثرهم يحب بعضهم بعضاً للحظوظ وللشهوات ، وليس لله تعالى ، ولو كان الإنسان عاقلاً لأحب الناس لله وفي الله ، لأنه يعلم حقيقةً أن الكائنات كلها لو سجدت له لا يستفيد شيئاً إذا لم يكن ربه تبارك وتعالى راضياً عنه .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس