عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009
  #71
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 284 } لو اصغيت إلى حديث أكثر الناس عن انفسهم لوجدتهم يقولون نحن سابقون بالخيرات ، ولا يقول واحد من هؤلاء أنا ظالم لنفسي ولغيري ، وهذه مصيبتنا ، لذلك قالوا : من لم يعرف نفسه لم يعرف ربه ، ومعرفة النفس لا تكون إلا بمعرفة المعرف ،
ـــــــــــــــــــــــــ ص 178 ـــــــــــــــــــــــــــ
ومن كان يعرف نفسه أنه ظالم لنفسه وظالم لغيره ثم يقول بلسانه : أنا سابق بالخيرات ، هذا معذب في الدنيا قبل الآخرة إذا لم يعف الله عزوجل عنه .
{ 285 } إذا كان الرجل قوياً في دينه وطريقته ، ولا يخشى عليه تقليد الآخرين ، فهذا لا يضره زيارة أحد من الناس ، أما إذا كان ضعيفاً فإن الزيارات المطلقة قد تشوش عليه ، لأن بعض الناس يتشدقون بالكلام وهذا الزائر قد يتضرر فيقصر في سيره وفي مجاهداته . فإذا كان من القسم الأول فإن قوته تمنع الضرر أن يسري إليه ، وأما الثاني فننصحه بعدم الزيارة حتى لا يتضرر من تشكيك المتشككين . نحن لا نقول زيارة المؤمن لا تجوز ، ولكن نقول المقلد المبتدئ ليس له استقامة كاملة فننصحه بعدم الاختلاط حتى يقوى .
{ 286 } من خالف الدين والشريعة فهو أعمى ، ووقع في بئر نفسه الأمارة بالسوء ، وحاله اشد من حالة أعمى البصر الذي وقع في بئر محفورة ، لأن هذا له اجر الشهيد أما ذاك فقد خسر الدنيا والآخرة ، والعياذ بالله تعالى ، لأنه آثر الحياة الدنيا ، واتبع هواه قال تعالى : { فَأَمَّا مَن طَغَى {37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {38} فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى } سورة النازعات / 39
ـــــــــــــــــــــــــ ص 179 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ 287 } علماء السوء خدم الشياطين ، ما خرجوا عن دائرة الإيمان ، ولكنهم لم يعملوا بمستلزمات هذا الإيمان ، وهؤلاء بعضهم باع دينه بدنياه ، وبعضهم باع دينه بدنيا غيره ، وهذا شرٌ من الأول والعياذ بالله تعالى . نرجو الله تعالى الحلاص . ولقد رأى الإمام الرباني رحمه الله تعالى الشيطانَ يوماً فقال له الإمام : لم أنت قاعد ؟ قال : عندي خدام يعملون عملي ، قال له : من هم ؟ قال : علماء السوء . فهناك من يهدم الدين باسم الدنيا وهناك من يهدم الدين باسم الدين والعياذ بالله تعالى . وشر الناس من باع دينه بدنيا غيره .
{ 288 } مفتاح الوصول إلى الله تعالى الأخذ بالشريعة ، ومن الأخذ بالشريعة الأخذ بالسنة ، ومن أخذ بهما حاز على الرضا . ومفتاح باب الطريق كثرة الذكر لله تعالى مع الحضور ، والذكر من القرآن الكريم ومن السنة ، فليس لأحد حق الإنكار وليس لأحد حق الترك ، فكل المؤمنين مخاطبون بكثرة الذكر لله تعالى ، فلماذا لا يكثرون الذكر ؟ لابد من المجاهدة ، فالذكر ثقيل على النفوس الامارة بالسوء .

{ 289 } الفتور في العبادات يحصل بسبب ثقلها على النفوس ، والاستسلام لها ، فلابد من المجاهدة والاستغفار عند الفتور لأن خير العمل عائد لنا ، والله عزوجل يريد منا أن نربح الحياة
ـــــــــــــــــــــــــ ص 180 ــــــــــــــــــــ
الدنيا في حسن العمل والإقبال عليه حتى نسعد في الآخرة لقوله في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فلْيَحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه ) رواه مسلم
الله عزوجل لا يربح منا شيئاً إذا جاهدنا نفوسنا وأقبلنا عليه ، فهو يقول في الحديث القدسي : ( ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ) رواه مسلم
والعاقل لا يقبل خسارة الدنيا ، بل يتأثر ولو كانت خسارة قليلة ، ويتأثر إذا فاته ربح ولو كان قليلاً ، فلماذا لا يكون هكذا في دينه ؟ كن حريصاً على التمسك بالشريعة ، وإجراء أحكامها على جوارحك الظاهرة والباطنة ، ولا تكن من الغافلين في دنياك وتحقق بقوله تعالى : { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النور / 37
{ 290 } أخرج نفسك من البين ، ولا تنسب الفضائل إلى نفسك لأن الفضائل من الله تعالى ، قال تعالى : { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } سورة النحل / 53
فإذا أخرجت نفسك من البين لا يقوى عليك
ــــــــــــــــــــ ص 181 ـــــــــــــــــــــــــــ
الشيطان ، إلا إذا كان الشيطان مع نفسك عليك وعندها تُصرع والعياذ بالله تعالى ، فأرجع النعمة إلى مصدرها ، وأكثر من ذكر مولاك حتى لا يوسوس لك الشيطان .
{ 291 } حلال الدنيا وإن لم يكن ممنوعاً إلا أن فيه السم ولا يدريه إلا من وقف على حقيقة الدنيا ، فمن وقف على حقيقتها أخذ من حلالها بمقدار الحاجة . أما إذا لم يقف على حقيقتها فهو جاهل ، وقد يلحقه ضرر عظيم من حيث لايدري ، والله تعالى ما جعل لعبد من قلبين في جوفه ، والقلب إذا تعلق بالله ، فإنه لا يتسع لغيره ، قال تعالى : { مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } سورة الأحزاب / 4
فالقلب خلق للمحبة ولكونه واحداً فلا يصلح إلا لمحبوب واحد لا شريك له ، فقلبك خلق لمعرفة ومحبة ربك فلا يرضى إلا بمولاك ، فلا تكن ظالماً لقلبك ، فمن اشتغل بالدنيا قلباً وقالباً ثم ادعى حب الله وحب الآخرة فهو كاذب في دعواه ..... آه ... واأسفاه
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس