عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009
  #72
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 292 } أفٍ لقلوب تسأل عن رزقها المضمون ، وترتحل من مكان لآخر من أجله ، ولا تبحث عن دينها لتأخذها من التقي النقي . مسلكي في هذه الحياة قديماً ، أني أنتقل من
مكان لآخر ، وأرتحل بين البلاد وأنا أبحث عن الأستاذ التقي النقي ، ووالله ما
ــــــــــــــــــــــــ ص 182 ـــــــــــــــــــــــــ
كان يخطر في بالي مسألة الرزق ، كيف اسأل عن هذه والله تعالى يقول : { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } سورة هود / 6
إن الله تكفل بالأرزاق الدنيوية لكم ، وما تكفل لكم بدخول الجنة ، لا تشتغلوا بالمضمون ، اشتغلوا بالعبودية فإنها سر سعادتكم في الدنيا والآخرة ، ولا تتعلقوا بالدنيا فإنها تذهب بدين الإنسان من حيث لا يشعر . أنتم تحبون التقوى ولكن تعملون لجمع المال . كونوا الرجال الذين مدحهم الله تعالى بقوله : { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ } سورة النور / 37
تعودوا كثرة الذكر لله تعالى ، حتى إذا صليتم الصلاة المفروضة خرجتم بثمرتها ، وثمرتها أنها تنهاكم عن الفحشاء والمنكر . اللهم أكرمنا بذلك يا أرحم الراحمين .
{ 293 } ارض بما قسم الله لك ، لأن الله تعالى قال : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } سورة الزخرف / 32
فلا تفرح بكثرة المادة ، ولا تغتر بها لأنها قد تكون بلاء عليك ، لأنه كلما كثر المال عظم الحساب ، ومن نوقش الحساب عذب ، ولا تضجر وتخجل لقلة المادة ، وارض بما اختار لك ربك ، فكلنا تحت القضاء والقدر . نحن نسأل من ربنا جل
ــــــــــــــــــــــ ص 183 ـــــــــــــــــــــــ
. وعلا فإذا أعطانا نفرح مرة واحدة ، وإذا لم نعطَ نفرح عشراً ، لأنه تعالى ما مَنعَ إلا لحكمة ، وربنا جلا جلاله قد تكفل بأرزاقنا ، أفلا نرضى بكفالته ؟ .
{ 294 } صبر العبد عن معصية الله عزوجل ، والصبر على طاعة الله عزوجل يورث الرضا بقضاء الله وقدره ، فلابد من مجاهدة النفس أولاً في ترك المعاصي وهذه هي التخلية ، ثم مجاهدة النفس في فعل الطاعات الموافقة للشرع الشريف
، وهذه هي التحلية . نرجوا الله عزوجل أن يرزقنا الرضا بالقضاء والقدر .
{ 295 } علينا معاشر المؤمنين الشاذليين أن نكون عباداً لله عزوجل ، لأن الله تبارك وتعالى منَّ علينا بفضله وبكرمه وبرحمته أن أخرجنا من العدم إلى الوجود وبدون طلب منا ولا تعلق فيه ، أخرجنا طاهرين مطهرين على فطرة الإسلام ، ومن علينا بأن عفا عنا كل ما صدر من مخالفات قبل سن البلوغ ، فلم يجرِ القلم علينا ، ولم يعذبنا ، ولم يؤاخذنا حتى دخلنا سن التكليف ، وكأن هذه المرحلة مرحلة تدريبية على امتثال الأوامر واجتناب النواهي . انظروا إلى هذه الرحمة التي منَّ الله بها علينا .
فالعجيب في الإنسان بعد هذه النعمة أن ينحرف عن تلك الفطرة الطاهرة بسبب تعلقه بنفسه وشيطانه ، لأن الانحراف بسببهما ، فالإنسان باختياره ينحرف ، وإذا أراد الله بعبده خيراً
ــــــــــــــــــــــــ ص 184 ــــــــــــــــــــــــــــ
فقهه في الدين ، وإذا فقهه فإنه يجد في قلبه تلك الجوهرة من الفطرة الأولى التي فطر الناس عليها ، ثم يوجهه ربه عزوجل ــ بطلب من العبد ــ إلى واحد من المؤمنين الصادقين ليسلم إليه نفسه حتى يوجهه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوجهه إلى ربه عزوجل ، حتى يتخلص من نفسه الأمارة بالسوء ، ومن شياطين الإنس والجن ، ووضع له طريقة الاستغفار المطهر للذنوب وهو تبارك وتعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات .
فإذا صدر من العبد شئ مخالف لأوامر الله عزوجل عليه أن يستغفر ويرجع إلى الله تبارك وتعالى ، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الطريق المبارك ليس شيئاً خارجاً عن الشريعة ، حاشا لله عزوجل
. بل هو التمسك بالكتاب والسنة أولاً ،
وترك الهوى والمعاصي ثانياً ،
وحفظ حرمة المشايخ والمؤمنين ثالثاً .
والذي يريد أن يكون من أهل هذه الطريق المبارك عليه أن لا يشتغل بالآخرين ، بل يقبل على نفسه بالمجاهدة والمخالفة ليحملها على امتثال أوامر الله عزوجل وعيوب نفسه تكفيه بأن يشتغل بها عن الآخرين إلى آخر حياته . قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ

ــــــــــــــــــــــ ص 185 ـــــــــــــــــــــــــ
أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } سورة المائدة / 105
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) رواه الإمام مالك في الموطأ
وأخيراً أقول :
1ً ــ حافظوا على قراءة الأوراد الصباحية والمسائية ، ولا تتركوها ولو بلغتم المراد ، لأن هذا من جملة المحافظة على العهود .
2ً ــ اذكروا الله ذكراً كثيرا ، وليس هناك أفضل من كلمة التوحيد لأهل الإيمان ، ومن دخل الخلوة عليه أن يذكر الاسم المفرد {الله} ربع ساعة صباحاً ومساءً .
3ً ــ عليكم بتلاوة القرآن الكريم بتدبر ، في كل يوم جزءاً ، وعار عليكم أن لا تقرؤوا كتاب ربكم ، الخير كل الخير في كتاب الله عزوجل ، فهو الكلام الذي لا يعلوه كلام .
4ً ــ عليكم بطاعة المأذون خادم الطريقة وقبول نصيحته .
5ً ــ عليكم بقبول نصيحة الأحباب الصادقين المخلصين في هذا الطريق المبارك .
رعاكم الله عزوجل وحفظكم من شرور أنفسكم بحرمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وببركة أسيادنا رضي الله عنهم ، ووفقنا الله وإياكم لاتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ـــــــــــــــــــــــ ص 186 ـــــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس