عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009
  #73
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 296 } علينا معاشر الشاذليين ــ الذين تعلقوا بطريقة الشيخ عبدالقادرعيسى رحمه الله تعالى في حال حياته مع الصدق ، وبقوا على هذه البيعة والعهد ــ ألا ننكر نعمة الله عزوجل علينا ، وبعد ذلك علينا ان نذكره ونشكره ، لأن العبد المنْعَم عليه له جهتان بالحكم الشرعي :
الجهة الأولى : أن يعلم علماً قطعياً أن هذه النعمة جاءت من الله تعالى .
الجهة الثانية : ان يشكر الواسطة ، لأن شكر الواسطة من الدين كما قال ربنا جل وعلا : { اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } سورة لقمان / 14
ومِن شكره بعد انتقاله من الدنيا ، أن نبقى على طريقته ، وندعو له لأن الشيخ رحمه الله تعالى كان السبب والواسطة بيننا وبين ربنا جل وعلا ، وبيننا وبين رسولنا صلى الله عليه وسلم ، حتى فهمنا هذا الطريق المتصل بالسلسلة الذهبية إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو رحمة الله تعالى على ما نرى في مريديه ، بذل الكثير الكثير في توجيه الرجال والنساء إلى الله تعالى ، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله فعلينا أن لا نكون سبباً لقطع هذا الطريق المبارك ، ولو كانت فروع الطريقة كثيرة ومتصلة ، ولكن نحن شربنا من هذا النبع الصافي بواسطة شيخنا رحمه الله تعالى ، وفهمنا أنه
ـــــــــــــــــــــ ص 187 ــــــــــــــــــــ
مأذون من الله تعالى ، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن شيخه رحمه الله تعالى ، وبعدها حصل ما حصل . ومعلوم أن الدنيا لا تدوم لأحد من البشر ، ولو دامت لأحد لدامت لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولكن يأتي جيل بعد جيل حتى يميز التابع من غير التابع . لا تنظروا إلى الكثرة ، ولا إلى العدد ، عليكم أن تنظروا إلى النوعية والكيفية التي ترى فيها علامة الصلاح ، وهذه العلامة لا تعرف إلا بالشريعة المحمدية التي جاءت من الله تبارك وتعالى بواسطة سيدنا جبريل عليه الصلاة والسلام ، إلى
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإذا كنا نحن موافقين لآداب أسيادنا رضي الله عنهم لا يضرنا من خالفنا ولا يضر من بعدنا إذا كنا مستقيمين على هذا الطريق المبارك المتصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولو لم نكن فهمنا من هذا الطريق المتصل لما استفدنا منه ، لأن هذا الطريق المبارك كما ذكر أسيادنا رضي الله عنه تُجلى به مرآة قلب السالك ويكون مرآة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ، بعد متابعته قلباً وروحاً .
ومن وزن نفسه وقلبه بميزان الشريعة والسنة يقف على هذه الحقيقة ، ويقف على ما كان في قلبه من الاتباع وعدم الاتباع . ومن حصل منه عدم الاتباع عليه أن يستغفروا ويرجع إلى الله تبارك وتعالى . لكن خادم الطريقة ليس له في هداية العبد شئٌ إلا التوجيه وهو واسطة . وإذا أخذ العبد بالواسطة والتوجيه فإن الله تعالى
ــــــــــــــــــــــ ص 188 ــــــــــــــــــــ
يعينه ، ويعين واسطته قال تعالى : { إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } سورة الأعراف / 196
وتولي الله لعباده مرتب على طلب العبد من الله تعالى ، فإذا طلب العبد الهداية ، فإن الله أكرم من أن يرد ويخيب فرداً من أفراد عباده طلب بالصدق ، كيف لا يعطيه الهداية وهو صادق ؟ هذا محال . ولكن التقصير يوجد في العبد أحياناً وبمقدار زوال الحجاب ، والتخلي عن الأخلاق الذميمة ، ومخالفة النفس الأمارة يكون الوصول ، فإذا وجد التقصير نتدارك ذلك بالتوبة والاستغفار والرجوع . فلا تزكوا أنفسكم لأن الله عليم بكم حيث يقول : { فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } سورة طه / 7
ربنا جل وعلا ليس محتاجاً إلى تزكية نفوسنا ، إنه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا .
نرجو الله أن يعفو عن تقصيرنا ، ويوفقنا لعبادته وللعمل بما يرضيه وأن يتقبل منا ذلك بدون نظر إلى تقصيرنا ، لأن
عبادتنا غير لائقة بربنا ونرجو الله أن ينظر إلينا برحمته وبكرمه ببركة سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - قاله حفظه الله تعالى في المسجد الحرام في مكة المكرمة يوم الأربعاء 4 شعبان 1416 هـــ .

{ 297 } يجب علينا معاشر المؤمنين الشاذليين أن نقدم
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 189 ــــــــــــــــــــــــ
النصح لكل مؤمن ، ولا نترك نصحه إذا ارتكب ذنباً من الذنوب لأن المؤاخذة عليه لا علينا ، ننصح ونفوض الأمر إلى الله تعالى ، وليس بوسعنا ولا بوسع واحد من البشر أن يزيل حب الأنا والظهور والأعجاب والتعالي والتمسك بالرأي والعصبية ، من قلب واحد من البشر إذا لم يطلب هذا العبد من ربه جل وعلا ، لأن خلق الهداية في القلب من الله تعالى ، وهذا متوقف على إرادة العبد ، فإذا لم يرد العبد الهداية ولم يصدق في الطلب ، فإن أحداً لا يستطيع أن يجعله من أهل الهداية ، ومهمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التبشير والإنذار والتبليغ والتذكير ، وليس عليه صلى الله عليه وسلم خلق الهداية ، فإذا كان هذا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن من باب أولى ، فلا تذهب أنفسكم حسرات على المخالفين للشريعة ، وفوِضوا أمرهم إلى الله تعالى .
مسلكنا في هذا الطريق المبارك مسلك نبوي ، ندعوا الناس إلى الشريعة باللطف واللين ، ونترك العنف والفحش ، ندعوهم إلى القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ،ندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ونصبر على اذى المخالفين بدون مداهنة ، ونستخدم استعدادنا في هداية الناس إلى الله تعالى .
سدد الله خطاكم ووفقكم لمتابعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس إلى الله تعالى . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ـــــــــــــــــــ ص 190 ـــــــــــــــــــــــــ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس