عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2009
  #77
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 302 } الاستعانة بالخلق لا تغني شيئاً ، إذ كيف يغني اعتماد العاجز على العاجز ؟ فلا ترفع حوائجك إلا لمن لا يشق عليه قضاؤها ، ولا تسأل إلا من لا تنفذ خزائنه ، ولا تعتمد إلا على من لا يعجزه شئ . ينصرك من غير معين ويحفظك من كل جانب ومن غير صاحب ، ويغنيك من غير مال ، فيقلل أعداد الأعداء إذا حماك ويكثَّر عدد المال القليل إذا كفاك .
{ 303 } صاحب الهمة العالية من تعرّى عن الدنيا بنفسه ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 199 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن العقبى بروحه ، وبقلبه ترك مراده لمراد الله تعالى ، وبسره لا يلمح فيه شيئاً من الكون . ومن أراد أن يرقق طبيعته البشرية ويقوى على نفسه والدنيا والخلق فعليه بكثرة الخلوات ، والذكر مع الحضور التام حتى تغلبَ رُوحُه نفسَهُ . والطبيعة البشرية من طبيعة النفس الأمارة بالسوء وهي فرعونية خبيثة ، ولا يصدر عنها إلا ما كان من طبيعتها .
{ 304 } كل ما سوى الله له نهاية ، ومعرفة الله تعالى ليس لها نهاية ، فعلى المؤمن السالك أن يتعلّق بما لا نهاية له ، وألاّ يتعلق بما له نهاية ، وهذا أمر صعب فلا بد فيه من مجاهدة النفس ومخالفة هواها ، وثمرة مجاهدتها ومخالفتها معرفةُ الله تعالى .
{ 305 } من جمع الناس على نفسه بنعم الله عليه يكون خائناً في حق ربه عزوجل ، لأن الله تعالى ماآتاه هذه النعم إلا ليكون خليفة الله في أرضه ، فوجب على العبد أن يعرف أن الله هو مصدر النعم ، وأن يصرفها في طاعة الله ، وأن لا يجمع الناس عليه بل يحولهم إلى الله تعالى ، فمن جمع الناس عليه كان كفرعون وهامان ، أجارنا الله تعالى من ذلك .
{ 306 } الاهتمام يوجب الالتزام ، والالتزام يأتي بالعمل ، فمن ادعى الاهتمام بدون التزام فهو ليس بصادق ، ومن ادعى الالتزام بدون عملٍ فهو ليس بمجاهدٍ لنفسه ، والذي يعين على
ــــــــــــــــــــــــــــــ ص 200 ــــــــــــــــــــــــــــ
العمل بعد الالتزام هو كثرة ذكر الله تعالى ، والذكر هو مجالسة المذكور فمن كان لله ذاكراً كان له مجالساً ، ومن كان ذكره صلاةً على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له صلى الله عليه وسلم مجالساً ، والله تعالى هو المعين ورسوله صلى الله عليه سولم هو الأسوة والقدوة .
{ 307 } من تمسك بالشرع الشريف واتبع النبي صلى الله عليه وسلم وفرغ قلبه من الأغيار ، عندها يملأ قلبه حكمةً وعلماً لدنّياً ، كيف لا يكون هذا وقد أوحى الله إلى النحل ، وهو حيوان صغير وعمله كبير وهو خدمة الإنسان ؟ كيف لا يلهم الله تعالى صاحبَ ذلك القلب ؟ فمن تمسك بهذا النور الساطع من الإيمان المتصل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المتصلِ بالله عزوجل وهو جدير بأن يكون في مرضاة الله تعالى .
{ 308 } من مقتضى الإيمان أن لا يألف صاحبُه كلَّ مخالفٍ وكلَّ من اتخذَ لنفسه حظاً من حظوظه الدنيوية بل يألف من عمل بمقتضى الإيمان ، فإذا كان من أهل التواضع يتواضع له صاحبُ الإيمان ، وأما إن كان من أهل التكبر فإن إيمان المؤمن يأبى عليه أن يذل نفسه أمامه ، لأن التواضع في هذه الحالة ليس لله تعالى بل هو رياء ، والعزةُ غير الكبر ، فالعزة بالله تعالى ودينه ، والكبر بالنفس الأمارةِ بالسوء .
{ 309 } أصحاب الرياضات والمجاهدات كلَّما أمعنوا في
ــــــــــــــــــــــــــــــ ص 201 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قهر القوى البدنية ، وتجويع الجسد ، قويت قواهم الروحانية ، وأشرقت أسرارهم بالمعارف الإلهية ، وكلما أمعن الإنسان في الأكل والشربِ وقضاءِ الشهوة الجسدية صار كالبهيمة ، محروماً من أنوار المعرفة .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس