عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2008
  #22
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 48 } المرشد في الطريقة هو :
1ً ــــ من كان خبيراً في الطريق بشهادة مورثه .
2ً ـــ من كانت عنده خبرة في إزالة العقبات من طريق السالكين كما أزالها له شيخه .
3ً ـــ من كان داعياً إلى الله عزوجل لا إلى نفسه ، لأن هذه هي مهمة مورث الوارث عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، قال تعالى : { وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا } سورة الاحزاب /46
ولا يستفيد من المرشد إلا من كان عنده التسليم التام ، بعد المرافقة والموافقة والمحبة والخدمة ، والمقصود بالخدمة خدمة الطريق ، لا الخدمة الشبحية لشخصية المرشد ، وإذا خَالَفتْ توجيهاتُ المرشدِ فكرَ المريد وعقلَه عليه أن يذاكره حتى لا يتوقف في سيره إلى الله تعالى لأن الله هو الغاية ، فيتابع توجيهه إلى النهاية ، ولا يطلب التبيين قبل أوانه وخاصة في مجال التربية والتزكية قال تعالى على لسان الخضر : { فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ


ــــــــــــــ ص 57 ـــــــــــــــــــــ

ذِكْرًا } سورة الكهف / 70


وإحداث الذكر في أوانه

{ 49 } ركن ديننا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخروج جسده الشريف من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ لا يعني خروج الدين من الدنيا ، فهو باق لآخر الدنيا والحمدلله ، ولن يبقى هذا الدين بدون وراث فوراث رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودون إلى يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خالفهم حتى يأتي امر الله ) رواه الشيخان
ونعني بالوارث : هو الذي ورث الدعوة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وورث الاستقامة عنه صلى الله عليه وسلم لأن الله عزوجل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة فقال له : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } سورة النحل / 125
وأمره بالاستقامة فقال له : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } سورة هود / 112

فرسول الله صلى الله عليه وسلم استقام على شرع الله ، ودعا الناس إلى تلك الاستقامة ، ووراثه الكرام رضي الله عنهم استقاموا على سيرته صلى الله عليه وسلم ، وقاموا مقامه السامي مع فارق المقام .

{ 50 } يقول بعض العارفين بالله :

ـــــــــــــــــــ ص 58 ـــــــــــــــــــــــ

هناك فرق بين الشيخ الولي المرشد وبين المتمشيخ ، فإذا كان هدفُ مقصِدِهِ اتحادَ الإسلام ، ومسلكُه المحبة ، وشعاره ترك التزام النفس ، ومشربه المحوية ، وطريقه الحمية الإسلامية ، هذا يحتمل أن يكون شيخاً مرشداً . أما إذا كان يريد أن يُظهر مزيته بتنقيص غيره ، ويصور في خيال أتباعه خصومة الغير في صورة محبتهم لنفسه ، ملقياً إلى أذهانهم أن محبتهم له تستلزم خصومة الغير فهذا ليس شيخاً ، بل متمشيخ مترئس وذئب متغنم يضرب الطريقة أو الكتاب بدل الطبل ليأخذ الهدية ، هذا وأمثاله يصيدون الدنيا بالدين ، إما للذة منحوسة ، أو تهوس سفلي أو اجتهاد خاطئ ، أو ورطة وخدعة ، وهو يظن أنه يحسن ، ولا يشعر أنه قد أساء للمشايخ الكرام ، والذوات المباركة ، بفتح الباب لسوء الضن في حقهم . أجارنا الله من شرور أنفسنا .
{ 51 } لوازم دوام الحال بين يدي المرشد أمور خمسة :
اولاً: ملازمة الشرع الشريف ظاهراً وباطناً .
ثانياً: ملازمة الذكر لله عزوجل مع الحضور التام الدائم .
ثالثاً: ملازمة المحبة ومحبة بلا عمل لاتدوم .
رابعاً: ملازمة التسليم لأن الاعتراض سم قاتل ويخشى على صاحبه من سوء الخاتمة .
خامساً: ملازمة الخدمة ــــ أعني خدمة الطريق ـــ
ـــــــــــــــــ ص 59 ــــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس