عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2008
  #29
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 75 } السالكون في طريق القوم على ثلاثة أصناف :
الصنف الأول : سلكوا الطريق ، وانقادوا لأوامر الله عزوجل ، وأسلموا وجوههم لله تعالى ، ودخلوا في مقام الإحسان ، بمجاهدتهم لأنفسهم ، وإعراضهم عما سوى الله ، فطلبهم من الطريق الوصول إلى الله تعالى .
الصنف الثاني : سلكوا الطريق ، وخرجوا منه لضعف إرادتهم ، ولتغلب الأهواء والشهوات ، والحظوظ عليهم ، وهم بذلك خالفوا الكتاب والسنة .
الصنف الثالث : سلكوا الطريق ولم يكن مطلبهم وجه الله عزوجل ، بل أرادوا شيئاً من الطريق ــــ حب شهرة وظهور وتعالٍ على الخلق ــــ وعندما لم يحصلوا على شئ من ذلك ، أخذوا بالنقد على الطريقة وشيخ الطريقة ، وبقوا صفر اليدين والعياذ بالله تعالى مثل هؤلاء مثل الذين يعبدون الله على حرف قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 73ـــــــــــــــــــــــــــ

الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } سورة الحج /11

{ 76 } لا تنظر إلى الطريقة أنها غير الشريعة . بل هي جزء من الشريعة ، وهي الواسطة للوصول إلى الحقيقة ، والطريقة اسم يدل على المسمى ، والسلوك فيها يعني الالتزام بشرع الله من خلال قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } سورة الذاريات /56
فمن ادعى الطريقة والالتزام بها بدون الالتزام بالقرآن والسنة ، واتباع العارفين الذين سلكوا الطريقة حتى وصلوا إلى الحقيقة ، فدعواه باطلة مردودة ، ويخشى عليه من الزندقة . ومن خالف الشريعة فقد ضل طريق الوصول إلى الحقيقة . عليك بالاتباع لسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام حتى تحصل لنا جميعاً محبة الله عزوجل ، لأن محبة الله عزوجل لنا مترتبة ومربوطة ومتعلقة باتباعه صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } سورة ال عمران /31
فأعلى مراتب الولاية التمسك بالكتاب والسنة ، وليس فوقها ولاية ، ومن أخرج شيخه عن الطبيعة البشرية فقد أخطأ خطأً كبيراً .
{ 77 } فائدة الطريق وثمرته هي التحاق المريدين الصادقين بتلك الجماعة المنورة الذين تنوروا بنور النبوة ، في عالم البرزخ بعد وفاتهم ، فمن فهم الطريق فإنه يرجح موته على خروجه من الطريق ، لأن البيعة لله ، فمن نكث في العهد فقد سقط من عناية الله عزوجل ، والمسؤولية الشرعية لا تُرفع عن المؤمن إذا دخل الطريقة بل عليه الالتزام بالمسؤوليات الشرعية الظاهرة والباطنة .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس