عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2008
  #34
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة


{ 90 } صدق الصادقين وكذب الكاذبين لا يظهر إلا إذا طرح في نار ا لبلاء ، قال تعالى : { الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } سورة العنكبوت / 2

فإذا طرح في نار البلاء ، خرجت روائح الصبر من جوهر الصادقين
. وروائح كفران النعم من الكاذبين . فيجب على المؤمن أن يعلم أن الابتلاء له كاللهب للذهب ، وأن الله طيب لايقبل إلا طيباً .
{ 91 } من كان عارفاً بالله عزوجل فإنه لا ينظر إلى الأشباح ، ولا يلتفت إلى حظوظ نفسه وإلا فهو مريد ، والمريد عليه الالتزام بقواعد الطريق وعدم الاعتراض على شيخ الطريق لأن الاعتراض سم قاتل ، ويُخشى عليه من سوء الخاتمة والعياذ بالله
ـــــــــــــــــــــ ص
82 ـــــــــــــــــــــــــ
من ذلك ، وخدمة الطريق بدون حظوظ نفسية صعبة جداً ، وهي لا تسهل إلا على من شم رائحة التوحيد ورائحة الإيمان بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
. فلا تأمن مكر نفسك مهما بلغت من المراتب ، لأن استعدادها للانحراف قائم فيها قال تعالى : {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } سورة يوسف /53

ونحن لانتهم المؤمن حاشا لله ، وإنما نتهم النفوس لأن الله أخبرنا عنها ، فإذا غلبتَ نفسَك يوماً ما فلا تغفل عن حقيقتها ، ولا تغض طرفك عن خداعها ومكرها ، لأن الله عزوجل لا يأمرنا إلا بما فيه مصلحتنا ، ولا ينهانا إلا عما فيه ضررنا
. قال تعالى : { فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى}

وهذا أثقل من السموات والأرض على من يفهم
. خذوا بوصية الله لكم حيث قال تعالى : { فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ } سورة النساء /135

{ 92 } تقوية الهمة تكون بكثرة الذكر لله تعالى بعد التمسك بظاهر الشريعة هذا في الظاهر ، وبسجن النفس تحت مراقبة الله عزوجل والتخلق بالأخلاق القرآنية في الباطن . ورأس الأمر كله : الصدق ومداره على أمرين :
ـــ صدق مع الرب تبارك وتعالى .
ـــ خلق حسن مع الخلق لوجه الله تبارك وتعالى وبدون مداهنة وتملق .

ـــــــــــــــــــــ ص
83 ـــــــــــــــــــــــ


{ 93 } ما دام العبد صادقاً في طلبه من الله عزوجل أن يخلصه من أهوائه ومن رعونات نفسه ، فإن الله تعالى لايخيب ظنَّه ، لأن هذا التعبير بمقدور الله عزوجل قال تعالى : {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا } سورة الكهف / 45

فالأهواء وحظوظ النفس ، والشهوات ، كلها بيد الله عزوجل ، وهو قادر تبارك وتعالى أن يخلص العبد منها إذا صدق في طلبه ، ومن ظن أنه لن يخرج منها ، فهو يستعجز قدرة الله عزوجل
.
{ 94 } المريد الصادق في هذا الطريق المبارك تموت نفسه ، ويحيا قلبه بربه ، ومن يحيا قلبه بربه فإنه لا يلتفت إلى الخلق ، مهما كانت انتقاداتهم ومواقفهم ، لأن هذا ليس همه بل همه رضا الرحمن ، أما الخلق فإنهم قواطع عن الله عزوجل إن مدحوا قصموا الظهر ، وإن ذموا قنطوا السالك ، فوجب علينا أن لا نلتفت إلى الخلق ، ويكفينا علم الله فينا حيث يقول : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } سورة غافر / 19
{ 95 } أغلى شئ على المريد الصادق قلبه ، لأنه مرآة لصفات الله عزوجل فإذا دخَلَ القلبَ بعضُ الآلهة المزيفة ، وأعظمها الهوى ، فأنها تكسره ، ويبقى بدون قلب والعياذ بالله
ـــــــــــــــــــ ص
84 ـــــــــــــــــــــــــ
تعالى ، فلابد أن نعمل بما نعلم وإلا فالعلم بلا عمل جنون ، كما أن العمل بلا علم لا يكون
. وما ترك الناس العمل إلا لأن الدنيا تلعب بهم ، كما يلعب الأطفال بالكرة ، فالمؤمن الصادق لا تلعب به الدنيا ولا تغشه ، فلا يخدع بعلم ولا جاه ، ولا مشيخة ولا ظهور ، ولا كشف ، ولا خوارق عادات ، لأنها مخلوقة ، وهو لا يعتمد على مخلوق بل على الخالق امتثالاً لأمره تعالى حيث قال : {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } سورة الفرقان / 58
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 04-26-2012 الساعة 11:31 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس