عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2008
  #36
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 104 } العبودية الحقة لله عزوجل هي الغاية ، وليس فوقها شئ حتى يطلبه السالك في طريق القوم ، وهذا من جق الطريق الشاذلي على مريديه ، فالعبد الصادق المخلص لا يطلب شيئاً من الكشف والكرامات وخوارق العادات أو الحظوظ النفسية من هذا الطريق ، بل يطلب أن يصل إلى مقام العبودية لله تعالى ، ولكن قد يعطي الله عزوجل بعض الذين يدخلون في هذا الطريق شيئاً مما ذكر رحمةً منه بهم واختباراً لهم فإذا تعلق العبد بشئ من تلك الكرامات والخوارق سقط من عناية لله عزوجل ، وأما من اطمأن للمعبود وعرف المقصود فإنه لا يغتر بذلك ولا ينحرف عن مقصوده .
{ 105 } الشيطان ليس له طريق على المخلصين لقوله تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ } سورة الحجر / 42
ومن أثبت إخلاصه بنفسه فهو ليس بمخلص لأن حقيقة الإخلاص لا تكون إلا بخروج النفس من الفعل لذا نخاف على إخلاص المخلصين .
{ 106 } العمل المقبول عند الله عزوجل ما كان خالصاً له

ـــــــــــــــــــــ ص 90 ــــــــــــــــــــــــــــــ
تبارك وتعالى ، ولكن إذا دخل على العمل حظ من حظوظ النفس ، فإنه لا يُقبل عند الله عزوجل ، ويقال لصاحبه يوم القيامة كما جاء في الحديث : ( عملت ليُقال وقد قيل ) رواه الترمذي
فعلى المؤمن أن لايكون حريصاً على كثرة العمل ، بل عليه أن يكون حريصاً على الإخلاص في العمل ، قليل من العمل مع الإخلاص ، مرجح على عمل كثير بدون إخلاص ، والإخلاص بمقدور العبد ، لأن الله عزوجل لا يكلف عبداً بشئ إلا إذا كان بوسعه ، فإذا ترك مراد الله عزوجل لمراد نفسه ، خسر الدنيا والآخرة ، وأما من عمل بمراد الله عزوجل وترك مراد نفسه ، سعد سعادة لا شقاوة فيها في الدارين ، اللهم اجعلنا منهم آمين .
{ 107 } إذا حدثتك نفسك بالرياء ، في عبادة من العبادات ، أو فيما أسبغ الله عليك من نعم ، فقل لها : إن الذي خلقك ، وخلق لك هذه النعم ، ووفقك للطاعة والفضائل إنما هو الله عزوجل ، لأن الله تعالى مصدر كل النعم ، الظاهرة والباطنة ، الحسية والمعنوية حيث قال تعالى : { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ } سورة النحل / 53
وطالما أن الله هو مصدر النعم ، وهو الموفق لكل طاعة ، فإذا نسب العبد النعم والطاعة والفضائل لنفسه وأنها بحوله وقوته فقد عرض
ـــــــــــــــــــــــ ص 91 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تلك النعم إلى الزوال ، لذلك قال ربنا عزوجل { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس } سورة ال عمران / 140
إذا قلت هذا لنفسك عند ذلك يقوم القدر أمامك ، وكأنه يقول لك :
إن الله هو الذي أعطاك هذه النعم ، ووفقك للطاعة والفضائل ، فلا تعرضها للزوال بغرورك وريائك واحذر أن تكون من الفراعنة ، عند ذلك تذهب فرعونيتك بإذن الله ، ويحل محلها
العبودية المحضة لله عزوجل ، وترى عبادتك غير لائقة بربك عزوجل ، فتستغفر الله عزوجل ، وترجوه القبول .
{ 108 } العبادة لله عزوجل ، جتى تكون مقبولة عند الله لا بد من تحقيق شروطها :
1ً ـــ الإيمان بالله عزوجل والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم
2ً ـــ أن تكون موافقة للشرع الشريف ، ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
3ً ـــ أن تكون خالصة لوجه الله ، وليس فيها شائبة تشوب الإخلاص . قال تعالى : فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا .
سورة الكهف / 110
ومن عرف فضل العبادة وقيمتها يجب عليه أن يتقنها ولا يسرع فيها ، حتى لا يلعب به الشيطان ويكون زمامه بيده ، لأن الشيطان إذا لم يستطع أن
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 92 ــــــــــــــــــــــــــ
يفوت على السالك العبادات والاذكار وجهه إلى السرعة فيها ، حتى لا يتذوق حلاوة العبادة والذكر ، وبالتالي تفوته فائدة العبادة والذكر ، فعلى السالك أن يقوم بالعبادة والذكر بالشروط السالفة ، في أوقاتها وأن لا يسرع في العبادة والذكر ، حتى يتذوق حلاوة العبادة والذكر ، ويجني ثمراتها .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس