عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2008
  #37
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 109 } أسباب سعادة المرء في الدارين اربعة :
أولاً : تنزيه القلب بتوجيه إبرته إلى حضرة ربه تبارك وتعالى .
ثانياً : اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً بالتمسك بالكتاب والسنة .
ثالثاً : معاملة الأحباب والأصدقاء بالمودة .
رابعاً : معاملة الأعداء بالعدل .
{ 110 } سعادة الدنيا بثلاثة :
1ً ـــ لقاء الأحباب للتعاون من أجل طاعة الله لقوله تعالى : {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى } سورة المائدة / 20

2ً ـــ تلاوة القرآن الكريم في التهجد امتثالاً لأمر الله تعالى : { وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك } سورة الإسراء /79
3ً ـــ ذكرك لمولاك في مكان خال لقوله عليه الصلاة والسلام :
ــــــــــــــــــــــــــــ ص 93 ــــــــــــــــــــــــــــ
( ورجل ذكر الله ففاضت عيناه ) رواه الشيخان
{ 111 } إن العبد محجوب بنفسه عن ربه تبارك وتعالى ، فهو لا يراه ببصيرته ، مع أنه مؤمن بوجوده ، ويعلم أن وراء المخلوقات والمتحيزات موجوداً خالقاً لها ، لا يمكن أن ينكره ، لأن دلائل وجوده أكثر من أن تعد وتحصى ، ولكن هذا الإيمان إيمان اعتقادي عقلي وهو إيمان عوام المؤمنين . وهذا العبد بسبب حجابه يقع في الغفلة وبعض المخالفات الشرعية ، والله تعالى موجود قريب منه ، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد ، ظاهر في خفائه ، خفي في ظهوره ، هو الظاهر والباطن .
ولكن العبد لم يصل بَعدُ إلى الإيمان الشهودي حتى يقول : كيف أخالفه ؟ كيف أعصيه ؟ كيف أخون وهووتبارك وتعالى معي ؟ . لذلك حذرنا الله تعالى نفسه بقوله : { وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِير} سورة آل عمران / 28
وبقوله تعالى : { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } سورة الحديد /4
وبقوله تبارك وتعالى : { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } سورة ق /16
كل هذا ليخرج العبد من غفلته عن وجود ربه تعالى معه ، ولينتقل من الإيمان الاعتقادي العقلي ، إلى
ـــــــــــــــــــــــ ص 94 ــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان الشهودي ، وحتى يخرج العبد من غفلته ، وينتقل إلى الإيمان الشهودي لا بد له من خمسة أمور :
1ً ـــ التمسك بظاهر الشريعة وباطنها .
\2ً ـــ التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
3ً ـــ كثرة الذكر لله تبارك وتعالى مع الحضور التام الدائم .
4ً ـــ رمي الأخلاق الذميمة والتحلي بالأخلاق الكريمة .

5ً ـــ تفتيش القلب عن نيته ، في إراداته وأفعاله وأقواله ماذا يريد منها ؟ فإن وجد فيه ما يخالف الإخلاص الذي هو سر من أسرار الله يستودعه الله قلب من أحب من عباده وجب عليه أن يزيله ويرميه حتى يكون عبداً مجرداً لله تبارك وتعالى . فإذا ثبت له الإيمان الشهودي فلا يمكن أن يخالفه وهو حاضر معه ، يراه ببصيرته يقيناً بدون تشبيه ولا كيف ، لأنه تعالى قال : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }سورة الشورى /11
فإذا حصلت له تلك المعية وهو ينظر إلى ربه بأنه أقرب إليه من نفسه ، وهو صادق مع الطريقة المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم ومتجرد من حظوظه النفسانية يتجلى الله عليه بالتجليات الذاتية والصفاتية ، أما تجليات الذات : عندها يذوب عن نفسه وما كان متعلقاً بها ، وتمام هذا في الآخرة لأن دار الدنيا
ـــــــــــــــــــــــ ص 95 ـــــــــــــــــــــــ
ضيقة قال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } سورة القيامة /22
وأما تجليات الصفات : ثمرتها في الدنيا من واردات وأنوار واستقامة .... كلامنا هذا مع السالكين الذين يريدون وجه الله تعالى ورضاه فقط ، لاحباً في زخارف الجنة ولا هرباً من نار جهنم .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس