عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2008
  #40
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 125 }إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نجاهد أنفسنا ، ونقطع شهواتها ، ونقتلها بالاستقامة الشرعية ، حتى تكون الجنة هي المأوى ، فقال تبارك وتعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{41} } سورة النازعات / 1
ومن أهملها ولم يقتلها بالاستقامة زادت في غيّها حتى تصبح نفسه نفساً
ـــــــــــــــــــــــ ص 101 ــــــــــــــــــــــــ

فرعونية نمروذية وكان من اتباع الشيطان . والصدّيق رضي الله عنه ما أصبح صديقاً إلا برمي نفسه ومخالفتها وقتلها بالاستقامة الشرعية . كما أمر الله عزوجل النبي صلى الله عليه وسلم ومن تاب معه قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } سورة هود / 112
{ 126 } كن حريصاً على الوقت وأحدث الطاعة في وقتها ولا تؤخرها ، لأنها إذا أخرت عن وقتها كانت على حساب عبادة أخرى ، فمن لم يحافظ على الوقت ، أدركه المقت ، والصوفي ابن وقته .
{ 127 } النفس الأمارة بالسوء أقوى حواس الإنسان الداخلية ، وهي تحاربُ الله ورسوله بارتكاب المخالفات الشرعية ، ولا تخاف هذه النفسُ إلا من الموت . لذا إذا غلبتْ عليك نفسك ، هددها بقوله تبارك وتعالى : { وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }سورة محمد / 38
وبقوله تعالى : { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } سورة الفتح /16
وبقوله تعالى : {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
ــــــــــــــــــــــ ص 102 ــــــــــــــــــــــــ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } سورة المائدة / 54
.... هذا أولاً . وثانياً : قلل لها الطعام والشراب والنوم ، لأن النفس الأمارة تكفر بنعمة الله عزوجل بسبب عنادها . لذلك هي تقوى وتضعف من خلال جنودها ، والطعام والشراب والنوم من جنودها ، والله عارٌ علينا أن ننشغل بالنعمة عن المنعم .
{ 128 } التقصير في المجاهدة سبب لعدم المعرفة ، لأن الله تبارك وتعالى رتب الوصول إلى سبل معرفته على مجاهدة النفس ، فقال تبارك وتعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} سورة العنكبوت / 69
والله لا يخلف الميعاد ، وإذا لم يكن الإنسان في مجاهدته لنفسه قائماً ، كان في معصية الله واقعاً ، والوقوع في المعصية بسبب الغفلة ، وهي مفتاح باب جهنم ، كما أن الحضور مع الله تعالى هو مفتاح باب الجنة .
{ 129 } الإنسان الفاسق يمكن أن يُذهب فسقَه بإيمانه ، وإذا ذهب عنه الفسق ثبت عنده مقتضى الإيمان ، والفسق فسقان :
1ً ـــ فسق يخرج صاحبه عن الإيمان .
2ً ـــ فسق يوقع صاحبه في معصية الله ويتعدى حدود الله ولكن إيمانه موجود معه . وهذا المؤمن أتى بأفضل الخيرات على
ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 103 ــــــــــــــــــــــــــــ
الإطلاق وهو الإيمان ، وخلص من أقبح القبائح وهو الكفر . وحق المؤمن أن يعمل عملاً صالحاً حتى يكون عمله موافقاً لمقتضى الإيمان وأن يترك المعاصي التي يكون بها فاسقاً ، لأنه قد يحبط عقابُ معصيته ثوابَ طاعته ، فلابد للمؤمن أن يعتدل عنده خوفه ورجاؤه كما قال عليه الصلاة والسلام : ( لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا ) أخرجه البيهقي وقال أنه قول مأثور عن بعض السلف ومعناه صحيح

{ 130 } من أراد أن يُرجّح آخرته على دنياه فعليه بالتهجد والذكر بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، وقبيل الغروب بربع ساعة . وهذا واجب على أهل السير والسلوك ، ومن وصل إلى ما وصل إليه من أهل السير والسلوك هو مثلنا يعيش في الدنيا فلا يجوز أن نبرر لأنفسنا تقصيرها .
وكل مؤمن يقر بصفات الله عزوجل ولكن هذا في مضمار العلم فقط ، أما في مجال التطبيق العملي لمستلزمات الإيمان فإنه غير موجود إلا من رحم الله . فلابد من الانتقال من علم اليقين إلى عين اليقين ثم إلى حق اليقين .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس