عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2008
  #42
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 141 } الخلاف قائم بين الناس من قديم ، ورفع الخلاف يصعب بسبب حياة النفوس الأمارة بالسوء ، وهل يستطيع أحد أن يرفع هذا الخلاف ؟ علينا أن نقوي جانب الحق ، وأن نكون في نصرته ، وأن لا تكون العصبية قائمة بيننا ، لأن العصبية من طبيعة النفوس الخبيثة ، فإذا وجد الخلاف نأخذ بوصية ربنا عزوجل حيث يقول : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 9 إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } سورة الحجرات / 10
والإصلاح يكون بنصرة الحق ، يُعطي المظلوم حقه ، ويؤخذ على يد الظالم ، هذا هو الإصلاح ، أما العصبية فهي إفساد والعياذ بالله تعالى .
{ 142 } حب أكثر الناس لبعظهم البعض معلول ، وكذلك بغضهم لبعضهم البعض ، الحب والبغض يجب أن لايكونا تبعاً للنفوس ، لأن النفوس أمارة بالسوء ، بل يجب أن يكون الحب والبغض في الله ، وميزان ذلك شرع الله عزوجل ،وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والله عزوجل لاينظر إلى كثرة العمل ، ولا إلى ظاهره
ــــــــــــــــــــــــ ص 111 ــــــــــــــــــــ
فحسب بل ينظر إلى لب العمل ، فالله تعالى ينظر إلى لب حبك وبغضك إن وجد فيه الصدق والإخلاص وأنه لله ، قبله ، وإلا فلا .
{ 143 } من أحب أن يطيعه الناس جميعاً فهو أحمق ، لذلك ترى أهل الحق والحقيقة ينصحون من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يبغضون من خالفهم ، بل يحولون أمرهم إلى الله عزوجل ، ويدعون لهم بظهر الغيب
، تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يدعو لقومه فيقول : ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) رواه الطبراني
كيف يحقدون عليهم ويبغضونهم ؟ وهم يعلمون أن البغض إذا وجد في القلب فإنه يذهب بالإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم : ( دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء ، والبغضة هي الحالقة ، لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين ) رواه الترمذي وأحمد
فمن تغلب على حظوظ نفسه ، فأخلاقه مرضية عند الله عزوجل .
{ 144 } كن محافظاً على محبة المؤمنين لك ، لأن هذا مرغوب فيه وإياك والغرور ، فالله عزوجل خلقك وجعلك خادماً للمؤمنين ، واحذر أن تفكر في نفسك أنك سيد وأنك مقصود ، بل تفكر بأنك خادم ، والخادم لايكون مخدوماً ، وعلى كل حال لولا وجود المؤمنين لما وجدت منك خدمة ، كيف تكون خادماً
ـــــــــــــــــــــــ ص 112 ــــــــــــــــــــــــــ
بدون مخدوم ، فحافظ على محبة من أحبك ، لأن محبة المؤمن للمؤمن ليست خالية من الإكرام الإلهي ، واحذر أن تهجم على من تهجّم عليك بالشدة ، عليك بالسكوت ، وفوض أمرك إلى الله عزوجل ، واحذر أن تؤذي أحداً
{ 145 } إذا خالفك أحد من إخوانك ، فلا تصد عنه بوجهك ، عامله كما تحب أن تعامل ، كم خالفت الله عزوجل ؟ وهو ما صدَّ عنك قال تعالى :{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ } سورة الشورى / 25
وكم خالفت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهو يشفع لك صلى الله عليه وسلم باستغفاره لك في قبره الشريف ، عليك أن تستحي من الله عزوجل ، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلا تصد بوجهك عن أخيك المؤمن ، وإن خالفك الرأي ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماانتقم لنفسه قط ، ماذا تقول
لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إذا قال لك هذا من أمتي ، فلم صددت عنه ؟
{ 146 } إنزال الناس منازلَهم ، على جهتين :
الأولى : من حيث المراتب الدنيوية .
الثانية : من حيث الإيمان ، وهذا أهم ، انظر في قوله تبارك وتعالى : { عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءهُ الأعْمَى } سورة عبس / 1
ــــــــــــــــــــــــ ص 113 ــــــــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس