عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2008
  #43
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 147 } من أراد أن يتكلم بشئ ، أو يفعل شيئاً ، عليه أن يفكر في رضا الله عزوجل عن هذا القول أو الفعل ، لا عن رضا الناس ، لأنه إن رضي واحد ، غضب الآخر ، ولكن إن فوض أمره إلى الله عزوجل وفكر في رضاه فإنه يستريح ، ويخرج من مراقبة الناس .
{ 148 } الإنسان على ثلاثة أصناف في حديثه :
الأول : يتكلم مع الخلق ولا يراقب إلا الله عزوجل ، ولا ينظر إلا للشرع الشريف ظاهراً وباطناً وهذا يكون على قدم سيدنا عمر رضي الله عنه ( ماترك الحق صاحباً لعمر ) .
الثاني : يتكلم مع الخلق ويمتنع عن الكذب ، ولكن امتناعه عن الكذب ليس لله إنما لعزته ، فيستحي أن يُعرف أنه كذاب ، وهذا كأبي سفيان عندما كان مشركاً ، وسأله هرقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( والله لولا أن يأثروا عني كذباً لكذبت عن محمد ) فهذا صدق ولكن ليس لله إنما لعزته .
الثالث : يتكلم مع الخلق وهو يكذب ولا يبالي ، فلا يراقب الله ولا يستحي منه ولا يخشاه ، وهذا ضرره يسري لغيره لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري
{ 149 } صاحب الإيمان عليه أن يستحي من الله عزوجل ،
ــــــــــــــــــــــــ ص 114 ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأن لايتكلم كلاماً يجري على لسانه والله عزوجل مطلع على قلبه ويرى فيه خلاف ما يقول ، عليكم أن تعملوا بمستلزمات الإيمان ، من آمن بالله أنه سميع بصير ، عليه ان تستوي سريرته مع علانيته ، حتى لا يسمع الله منه قولاً ، ويرى في قلبه خلاف ما يقول ، لأن من قال خلاف ما يعتقد فقد اتصف بصفة من صفات المنافقين والعياذ بالله تعالى . وهذا لا يليق بالمؤمن .
{ 150 } مخالطة الناس لا تخلو من أحد أمرين :
1ً ـــ المداهنة : وهي حرام
2ً ـــ النصيحة : وهي تحتاج إلى صبر ، لأن من نصح هوجم وأوذي من قبل المنصوح إن كانت نفسه لا تقبل الحق ، فلابد من الصبر والمصابرة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم الذي يخالط الناس ويصبرُ على أذاهم خيرٌ من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) أخرجه الترمذي
ولقوله تعالى : { يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ } سورة لقمان / 17
فكن ناصحاً في مخالطتك للناس ولا تكن مداهناً لتأكل دنياك بدينك .
{ 151 } الحق لا يقاس بالرجال بل العكس ، والطريق لا يعرف بالرجال بل العكس . والمجالس التي تقام ليست مجالس
ـــــــــــــــــــــــ ص 115 ـــــــــــــــــــــــ
أشخاص ، وإنما مجالس الطريق فيجب الحضور فيها جميعاً ، ولا يجوز أن نبرر لأنفسنا غيابها ، لأنها مجالس يباهي الله بها ملائكته والناس يتركون هذه المجالس اشتغالاً منهم في الدنيا والله تعالى يقول : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } سورة هود /6
{ 152 } لاتترك الادب مع غير المتأدبين ، لأن هذا شأن المخلصين في أدبهم . اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله فإن صادف المعروف أهله فهم أهل المعروف وإن لم يصادف المعروف أهله فأنت أهل المعروف .
{ 153 } انظر لإخوانك بإيمانك لا بنفسك ، وعاملهم بمقتضى الإيمان ، لا بما تمليه عليك نفسك الأمارة بالسوء ، فاحذر نفسك لأنها عدوة لك وهي تحاول أن تبرر لك كل أخطائها وتصرفاتها ، فلا تصدقها ، وانظر إلى ما يرضي الله عزوجل عنك ، ورضاه عنك في مخالفتك نفسك .
{ 154 } لابد للمؤمن أن يكون عاقلاً ، فلو رضي الناس جميعاً عنه ولم يرضَ عنه ربه تبارك وتعالى ، هل ينفعه ذلك ؟ فعلى المؤمن أن يتمسك بالله حتى تتم عبوديته لله تعالى ، وتلك العبودية لا تكون إلا بالاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه صلى الله عليه وسلم حقق العبودية لله عزوجل كما أراد
ـــــــــــــــــــــــــ ص 116 ــــــــــــــــــــــ
الله تعالى ، لذا أمرنا باتباعه فقال : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } سورة آل عمران / 31
والمؤمن إذا لم يجرِ أحكام الشرع على جوارحه الظاهرة والباطنة فهذا دليل على فساده ، وأنه خارج عن العبودية الحقيقية لله عزوجل .
{ 155 } خط الطريق يقوي خط القرابة ، أما خط القرابة فلا يقوي خط الطريق ، إذا ذهب الطريق لا تذهب القرابة ولكن ماذا ينفع . فالاعتبار بالوصل لا بالأصل لأن الأصل من الجرم والوصل من القرب .
{ 156 } إذا ظُلمت خذ بوصية الله عزوجل حيث يقول : { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } سورة البقرة / 153
ويقول : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } سورة الزمر /10
فلابد من الصبر لأن هذا الظلم ابتلاء من الله تعالى في الدنيا للظالم والمظلوم ، فالأول أخذ حظه من الظلم وهو ظلمات يوم القيامة ، والثاني أحذ حظه من الصبر ، فإذا كان إيمانه قوياً علم أنه لاتوجد ذرة في الكون تتحرك إلا بقضاء وقدر فهو ينظر بقلبه وبعين بصيرته إلى الله تعالى ، فيرى فعل الله وعظمته وقدرته اعظم من فعل الناس وليسوا أكثر من حجر ، وكل
ـــــــــــــــــــــــــ ص 117 ـــــــــــــــــــــ
ذلك امتحان قال تعالى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} سورة إبراهيم / 42
نسأل الله الثبات والسلامة ونرجوا الله تعالى أن يعاملنا بفضله لا بعدله . فإذا ما ظُلمت فاصبر ولا يدفعنك ذلك لأن تخرج عن دينك من داخلك .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس