عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2008
  #44
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 157 } من عاملك معاملة وفي نظرك أنه قد اساء إليك ، فاعرض معاملته على الشرع الشريف ، فإن كانت موافقة للشرع وكرهتها ، فاعلم أنك تكره الحق ، وهذا من نفسك ومن الشيطان ، وواجبك أن تقبل منه ولو نفرت نفسك منه ، هذا النفور لايضر ، ويجب عليك أن تقابله بالسيئة ، والقلوب بيد الله عزوجل .
{ 158 } المؤمنون مأمورون بحسن الظن تجاه بعضهم البعض ، وسوء الظن ببعضهم البعض حرام لقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } سورة الحجرات / 12
والمؤمن الممدوح والمثنى عليه عليه أن لا ينحرف ولا يغتر ، وأن يكتفي بعلم الله فيه ، وبما يعلم هو من نفسه ، ولئنْ كان المؤمنون مأمورين بحسن الظن ببعضهم البعض ، لكن ليسوا بمأمورين بحسن الظن بأنفسهم قال تعالى : { لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ
ــــــــــــــــــــــــــ ص 118 ــــــــــــــــــــــــ
عَذَابٌ أَلِيمٌ } سورة آل عمران / 188
فصاحب الإيمان الكامل يستحي من الله تعالى أن يتكلم خلاف ما يوجد في قلبه ، لأنه يعلم أن الله تعالى مطلع على قلبه وهو مراقبه ، والناس يراقبون ظاهره ، فلابد من استواء السريرة مع العلانية ، ولا تتركوا رضا الرحمن من أجل خلق الرحمن .
{ 159 } كن مع الله صادقاً ، ومع الناس منصفاً ، ومع العلماء متواضعاً ، ومع الجهال ساكتاً ، ومع الفقر سخياً ، ومع الأطفال شفوقاً ، ومع النفس مخالفاً ، ومع الشيخ خادماً ، ومع الوالدين باراً ، ومع الإخوان متعاوناً ، واجعل جواب
الأحمق السكوت . وكن مع طريقتك مخلصاً وداعياً ، ولابد لمن أراد نقل الطريق للغير من اربعة أشياء :
1ً ـــ العلم 2ً ـــ العبادة 3ً ـــ الإخلاص 4ً ـــ الأخلاق
{ 160 } بركة الجماعة تجعل الضعيف قوياً ، والقوي أقوى ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( يد الله مع الجماعة ) رواه الترمذي
والنفس تسول لصاحبها أن يترك مجالس الأحباب والطريقة ، فليكن الإنسان على حذر من نفسه ، لأنها لا تريد له الخير . ومن صفاتها الحقد والحسد على من خالفها ، فإذا خالفك أحد ، فانظر إلى مخالفته ، إن كانت مخالفته للشرع فعليك بالنصح له باللين ، وإن كانت مخالفته لنفسك ، فاعلم أنه
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 119 ـــــــــــــــــــــــــــــ
على الحق ونفسك الأمارة بالسوء لا تقبل ذلك ، فلا يليق بك أن توافقها ، بل عليك باتباع الحق . وأقبح القبائح الرضا عن النفس ، لأنه من رضي عنها لايحاربها ، والله نهانا عن اتباعها ، ومن أحيا نفسه بنفسه فهو ميت ، ومن مات عن نفسه فهو حي . ومصيبتنا كلها بسبب حياة أنفسنا بانفسنا . وتعلق عقولنا بأنفسنا ، حتى أصبحت نفوسنا دستوراً لنا ، عوضاً عن القانون الإلهي . اعرضوا أموركم كلها على الشرع الشريف ، تسعدوا في الدارين .
{ 161 } من فرح بالمدح وتأثر بالذم ماعرف نفسه ، بأنه كان عدماً ، ومن كان عدماً سابقاً ، فهو عدم لاحقاً ، والمؤمن يفرح بمدح المؤمنين له ليس من أجل نفسه إنما من أجلهم لأنهم سيؤجرون على حسن ظنهم ومدحهم لأخيهم .
{ 162 } إذا مُدحتَ ، راقب نفسك وحاسبها ، فإن كان ما يقولون حقاً ، فاحمد الله عزوجل على تلك النعمة ، واعلم أنها ليست منك إنما من الله عزوجل لقوله تعالى : { وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ ٱلله } سورة النحل / 53
إذا عرفت هذا فإنك لاتغتر بمدحهم إياك ، ولكن تفرح بهم لأنهم سيؤجرون على حسن ظنهم ومدحهم لأخيهم المؤمن ،
وإن لم يكن فيك ما يقولون استغفر الله عزوجل ، وسل الله أن يوفقك لمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــ ص 120 ــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ 163 } مصيبة الإنسان أنه يراقب الناس ، ويبحث عن نقائصهم ، ويخفي كمالاتهم ، ولا يطلع على نقائصه ، ويحاول أن يظهر كمالاته ، وهذا كله مخالف للشريعة ، علينا أن ننظر في أنفسنا وما يظهر منها ، هل هي موافقة للشرع أم لا؟ ثم ننظر إلى عباداتنا هل هي لائقة بربنا عزوجل أم لا ؟ نفرح بما ينسب إلينا من الفضائل مع عدم وجودها فينا ، ونسينا قول الله عزوجل : {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } سورة آل عمران /188
على الإنسان أن يكتفي بعلم الله عزوجل فيه ، ومراقبته له حيث يقول : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } سورة النساء / 1
{ 164 } ثبت عندي عجزي وعجز الخلق جميعاً ، ومن وقف على عجزه وعجز الخلق باليقين القلبي لابالكلام عرف قدرة ربه تبارك وتعالى وأنه فعّال لما يريد ، عندها يسقط الخلق جميعاً من عينه ويتعلق بالخالق جل وعلا ، ويستريح من جميع الأمور .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس