عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2008
  #46
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 168 } لا تفتخر بسلام أهل المراتب الدنيوية عليك ، لأنك قد تغتر بذلك فيذهب عزك الحقيقي من حيث لاتشعر ، وعزنا الحقيقي بالإسلام ، ونحن ننظر إلى الناس من خلال استقامتهم ، لا من حيث مراتُبهم الدنيوية . فمن لم يكن مستقيماً ننصحه ، فإن استجاب فبها ونعمت ، وإلا ندعه وبيننا وبينه الله تعالى .
{ 169 } هذه الدنيا كالسفينة لابد يوماً أن ننزل منها إلى القبر ، وعلامة الصادق في حبه لله عزوجل أن يكون لقاء ربه عزوجل عنده أفضل من الدنيا بما فيها ، ويرجح هذا اللقاء على حياته ، نرجو الله عزوجل أن ينفعنا والمسلمين وخصوصاً أهل الطريق الشاذلي رضي الله عنهم . ووالله إني أرجو وأتمنى أن يتوجه كل الناس إلى الله عزوجل ، ولو أنهم في ذهابهم يمرون على رأسي وظهري وبطني المهم هو وصولهم إلى الله عزوجل ، ولكن ماذا أفعل ؟ الأوصاف المذمومة قد تعلق بها أكثر الناس ولا يمكن لهم بوجودها أن يذوقوا حلاوة الإيمان ولا يشعروا بأنوار رسول الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 124 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صلى الله عليه وسلم ، ولا بأنوار الطريقة وأنوار الوارث .
وشر تلك الأوصاف المذمومة التعلق بالنفس الأمارة التي لا تخرج من طبيعتها ـــ من الخبث والمكر والخداع والكذب والتسويل والتسويف ـــ فاجعلوا همكم معرفة الله عزوجل حتى تستريحوا بقلوبكم ، أما راحة الجسد فاتركوها حتى تدخلوا قبوركم . انظروا فيمن أراد السفر في الدنيا فإنه لا يطلب الراحة ولا يجدها حتى يصل إلى وطنه ، فهو يتحمل المشاق والمصاعب في سفره وأمله متعلق بوصوله ، وكذلك نحن علينا أن نبذل كل جهدنا في الطاعات حتى نصل إلى وطننا قال تعالى : { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } سورة المزمل / 20
{ 170 } من دخل في الدنيا وجب عليه أن يصبر على أذى أهلها ، ولكن ليس على حساب دينه لأن دينه ليس ملكاً له .
{ 171 } الله عزوجل خلقنا ونحن لا نعرفه ، واللهِ هذا عجيب ، والأعجب من ذلك أنّا لا نسعى إلى معرفته بسبب اشتغالنا في الدنيا ليلاً ونهاراً ، وقلة ذكرنا ، والله ِ هذا عار علينا ، واستعمال الشئ في غير ما خلق له جرم ، وقلبنا خلق لمعرفة ربنا عزوجل لا لحب الدنيا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 125 ــــــــــــــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس