عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2008
  #48
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 177 } السفر سفران ، سفر في الدنيا وسفر من الدنيا ، والسفر في الدنيا لابد له من زاد ، وزاده الطعام والشراب والمال والمركب ، والسفر من الدنيا لابد له من زاد ، وزاده معرفة الله جل جلاله ومحبته وطاعته ، وحتى تكون الطاعة مقبولة عند الله عزوجل لابد لها من ركنين :
الأول : أن تكون موافقة للشريعة في ظاهرها .
الثاني : أن تكون خالصة من الشرك الخفي في باطنها .
وأما المعرفة فهي نوعان :
الأولى : معرفة صفات الله عزوجل .
الثانية : معرفة ذات الله عزوجل .
أما معرفة صفات الله عزوجل فهي حظ القلب في الدارين ، ومعرفة الذات تكون حظ الروح في الآخرة ، وهاتان المعرفتان لا تحصلان إلا بالعلمين ، علم الظاهر وعلم الباطن ، وفي الحديث الشريف : ( العلم علمان علم باللسان وذلك حجة الله تعالى على
ــــــــــــــــــــــــــــ ص 129 ــــــــــــــــــــــــــــــ
خلقه وعلم بالجنان فذلك العلم النافع ) رواه الحافظ ابوبكر الخطيب
والمعرفة تحصل بكشف حجاب النفس عن مرآة القلب .
{ 178 } الكثير يطلب الزيادة من الدنيا ، ونحن نترك الدنيا بما فيها لمن بعدنا ، فما جمعناه إما أن يكون وبالاً علينا والعياذ بالله ، وإما أن يكون وبالاً على من بعدنا بسبب معصية الله عزوجل فيه ، فلنكن على حذر من فتنتها .
{ 179 } اتركوا هذه الغفلة التي انغمس فيها أكثر الناس مع وجود إيمانهم ، والله لو أمكن لي أن يبلغ صوتي من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب لقلت للخلق جميعاً : من لم يعرف الله لاشئ له ولو جمع حطام الدنيا ، ومن عرف الله لايضيع شئ منه . إلهي ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك ؟
{ 180 } العلوم الكونية ليست فرضاً على كل مكلف ، بل فرض كفاية ، علموا أولادكم علوم التوحيد ، وعلوم الصلاة ، وعلوم الأخلاق . والشهادات الكونية ليست ركناً من أركان الإسلام ، والرزق مقيد بالرزاق وهو الكفيل له ، وليست الشهادات كفيلة بأرزاقكم ، لاتقطعوا زمام الشريعة بسيف الشهوة ، فتصبح حياتكم حياة شقاء وتعب ، عافانا الله وإياكم .
{ 181 } الحكمة من تكرار الأكل أن تكرر الطاعات ، فلا
ــــــــــــــــــــــــــــ ص 130 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بد لمن يأكل تكراراً أن يجاهد في العبادات تكراراً ، حتى يمتاز عن الحيوانات ، فكما أن الطعام غذاء للجسد فكذلك العبادات غذاء للروح ، والأكل بلا طاعات يقوي الجسد ويميت القلب والروح ، وربنا تبارك وتعالى أمر بأكل الطيبات ــ أي الحلال ــ لفائدتين :
الأولى : أن يكون أكلنا بالأمر لا بالطبع ، حتى نمتاز عن الحيوانات ، ونخرج من حجاب ظلمة الطبع بنور الشرع إلى العبادة .
الثانية : حتى يثيبنا ربنا تبارك وتعالى باتباع الأمر بالأكل .
{ 182 }
يتخلص المريد من صفاته الذميمة باربعة أمور :
1ً - بالتسليم ظاهراً للشرع وتطبيقه على الجوارح .
2ً - بالتسليم باطناً لأخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3ً- بالتمسك بالطريق المتصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسند المتصل .
4ً- بمخالفة الهوى ومحاربة الشيطان .
حين ذاك يضع الله بفضله وكرمه ورحمته حارساً في قلب ذلك المريد ، فإذا تحرك تحرك بالله ، وإذا تكلم تكلم بالله بالحكمة قال تعالى : { وَمَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } سورة البقرة / 269
وإذا خاصم خاصم بالله .
ـــــــــــــــــــــــ ص 131 ــــــــــــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس