عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2009
  #53
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 200 } العلوم الشرعية ودراستها آلة لنيل رضا الرحمن عزوجل ، ولمخالفة النفس ، ومحاربة الشيطان ، وليست آلة لاتباع الهوى ، وتأييده بالحجة الشرعية . قال تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } سورة الجاثية / 23
. فحظ النفس من دين الله عزوجل مخالفتُها ومحاربتها بقلة الطعام والشراب وتخويفها بالله عزوجل وبالموت ، وأن تعلم أنها خلقت للعبادة . والعبادة من طاعة وذكر وتلاوة للقرآن الكريم ومحبة الله ومحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، إنما هي من فضل الله عزوجل على العبد
{ 201 } احذروا شهوة حب الظهور والجاه لأنها مانعة من الوصول إلى الله عزوجل ، وتوقع الإنسان في حضيض الفرعونية والنمروذية . لذلك يجب ترك هذه الشهوة كلياًُ فكم من عالم متكلم يشار إليه بالبنان ، ولكنه غافل عن الله عزوجل يبحث عن شهرة وعن سمعة ، وربما تأخذه العزة بالأثم إذا قيل له : اتق الله ، لأن صاحب حب الظهور يعتبر نفسه مَظهَراً للشريعة ، فيجعل الشريعة خادمة لحظوظه وأهوائه ، وعندها يخسر الدنيا والآخرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 140 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاصموا أنفسكم بسيف الشريعة ، واقتلوا هواكم باتباعكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو الميزان لمن أراد الوصول إلى الله عزوجل .
{ 202 } الدين واحد لا يتعدد ، والمؤمنون اختلفوا لاختلاف الأشخاص والأفهام والهوى ، فلابد من ترك الكل ، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر ونهى ، هذا هو الدين الصحيح وليس هناك طرق للولاية إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
{ 203 } الذي يرى ذلته في معصيته مقدم على من يرى عزته في طاعته ، ومن رأى عزته في طاعته كان مقيداً بشهواته ، وما قيد بشهواته إلا لبعده عن الشرع الشريف ، وهذا يكون بعيداً عن الله عزوجل . ولا خير في رجل مكبل في شهواته ، كيف يصل إلى الله تعالى في طاعته وهو يطلب منزلة وشهرة ومكانة في قلوب الخلق ؟ وكل هذه الأمور تحجبه عن الله عزوجل ، الطائر لا يطير في جو السماء إذا علق بجناحه شئ ، فكيف بمن قيد بشهواته ؟ . لذا أقول : إذا أردت أن تكون مقيداً فليكن قيدَك الشرعُ الشريف ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه من قيد بذلك جمع الخير من كل جوانبه بإذن الله تعالى .
{ 204 } كل إنعام يوجد فيه إيلام ، إلا نعمة المعية مع الله تعالى لا يوجد معها إيلام ، ومن كان في معية الله تعالى فإنه لا يشعر بفقد شئ كما انه من اعتمد على غير الله تعالى لا يجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 141 ــــــــــــــــــــــــــــــ
شيئاً وكل نعمة أنعمها الله تعالى على عبده إذا سلبت منه فإنه يشعر بالإيلام بفقدها إذا لم يكن بمعية الله تعالى ، أما إذا كان بمعية الله ويتذوق حلاوة تلك المعية فإنه لا يتألم بفقد أي شئ ، لأن الله تعالى يقول : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ } سورة النحل / 96
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس