عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2010
  #134
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


المُحْيي جَلَّ جَلالُهُ


" هو الذي أحيا العوالم بسره، وغمر الموجودات بوافر بره، أحيا قلوب العارفين بالمشاهدة، وجمَّل نفوس المخلصين بالمشاهدة.

هو الذي أمدَّ الأحباب بنور المعرفة والمحبة، ومنح المخلصين أنوار القربة، وأوصلهم إليه بعد الغربة (1) .

قال سبحانه وتعالى: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاس } (2) .

ميتاً: يعني بالجهل والغفلة.
فأحييناه: يعني بكشف غطاء الوصل.
وجعلنا له نوراً: يعني من تجلي اسمنا النور.
يمشي به في الناس: وغيره في ظلام القبور.

هو الذي أحيا الملائكة بالروح النورانية، وأحيا الإنسان بالنفخة القدسية، وأحيا الأولياء بالمحبة الإلهية، وأحيا الأشباح بالمواد الغذائية (3) .

***

الدُّعـــــــاءُ

" إلهي ... أنت المحيي لكل مراتب الأكوان، والمتجلي على البرايا بالفضل والإحسان، أحييت الأشباح بالماء، وأحييت الأرواح بظهور الضياء، وجعلت نبيك مظهر اسمك المحيي القادر، فأحييت به من شئت في الأوائل. نسألك أن توصل أرواحنا بحضرتك، وتجعلنا بفضلك في معيتك، حتى نحيا فلا نموت، ويدوم لنا النعموت. إلهي .... أنطق ألسنتنا بالحكمة ليحيا بها السامعون، أحيي بفضلك هياكلنا بالصلح عليك، وأحي قلوبنا بالركون إليك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". اهـ




======================================

(1) : قال القشيري: فالله تعالى يحيي نفوس العابدين، ويحيي قلوب العارفين، ويحيي أحوال أهل الوصال، ويميت أحوال أهل الفراق.

وقال بعض العارفين: المحيي من أحياك بذكره، واستعبدك ببره، ونصبك لشكره، والمميت من أمات قلبك بالغفلة، ونفسك باستيلاء الزلة، وعقلك بالشهوة . ولذلك قالوا: من كان فناؤه في الله فهو حي وإن هلك، ومن كانت حياته في المخالفة فهو ميت وإن عاش. وأنشدوا :

( ليس من مات فاستراح بميت *** إنما الميت ميت الأحياء )


(2) : سورة الأنعام - الآية 122.

(3) : والتعلق به: الالتجاء إليه في إحياء قلبك وروحك بمعرفته، وفي إماتة نفسك وهواك، وجميع شهواتك.
والتخلق به: بإحياء عوالمك بالطاعات ، وإماتتها من الحظوظ والشهوات.
والتحقق به: بالرسوخ في ذلك حتى تحيا بطلعتك القلوب الميتة، والأرواح الغافلة، وتموت برؤيتك النفوس القوية، والأهوية المغوية، والله تعالى أعلم." اهـ




( يتبع إن شاء الله تعالى مع إسمه الشريف: المُمِيتُ جَلَّ جَلالُهُ ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس